نفى مسؤول أمريكي حصول أي اتفاق بين موسكو وواشنطن حول حلب، بينما تجري المعارضة السورية معركة الغوطة في محاولة لإيقاف النظام وحلفائه.
ووفقاً لما ورد في صحف عربية، اليوم الثلاثاء، يسير أكراد سوريا على منوال كردستان العراق فرضاً لأمر واقع، بينما لم يعلن قرار تحرير داعش من “الباب” بعد.
أكد مسؤول أمريكي عدم حصول أي اتفاق بعد حول حلب، رغم تصريحات وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو أمس الإثنين، بأن روسيا والولايات المتحدة على وشك إطلاق “نضال مشترك” في المدينة حلب، بالتزامن مع بدء الأسطول الروسي تدريبات عسكرية في البحر المتوسط قبالة سوريا، كما أوردت صحيفة “الحياة” اللندنية.
وأضاف المسؤول في الخارجية الأمريكية: “رأينا التقارير الإعلامية حول تصريحات وزير الدفاع الروسي، وليس لدينا ما نعلنه في هذا الوقت”. وقال: “نتحدث باستمرار مع المسؤولين الروس حول سبل تقوية اتفاق وقف الأعمال العدائية وتحسين المنافذ الإنسانية، وإيجاد الظروف الضرورية للوصول لحل سياسي للنزاع”.
وكان شويغو أعلن في مقابلة تلفزيونية أمس أن بلاده تخوض “مرحلة نشطة للغاية من المفاوضات مع الزملاء الأمريكيين. ونقترب خطوة خطوة من خطة، وأنا أتحدث هنا عن حلب فقط، ستسمح لنا بالبدء في “النضال” معاً لإحلال السلام، بحيث يمكن للسكان العودة إلى ديارهم في هذه المنطقة المضطربة”.
وفي سياق متصل، أكد كبير المفاوضين في الهيئة العليا للمفاوضات السابق، القيادي المعارض محمد علوش، أن معركة الغوطة هي من أجل إيقاف النظام وحلفائه، مشيراً إلى أن جبهة الغوطة مشتعلة، بعد أن تعرض النظام للعديد من القرى، كما أفادت صحيفة “عكاظ”.
وقال علوش إنه لا بد من رد الهجوم بهجومات متكررة وخاطفة من أجل ردع النظام وحلفائه وطرده من هذه المناطق، موضحاً أن “المعارضة خاضت ثلاث معارك في مناطق الغوطة، بعد أن تم استخدام عنصر المفاجأة والضربات السريعة، ومن ثم الحفاظ على القواعد والمقرات، دون وقوع أي خسائر تذكر”.
وختم بالقول: “إذا أراد المجتمع الدولي تحقيق الحل العادل، فعليه العمل لرحيل نظام بشار على الفور، ولجم إيران”.
من جهة ثانية، وبعد أيام على إعلان “قوات سوريا الديمقراطية” سيطرتها على مدينة منبج، أعلنت أنقرة وعلى لسان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده تنتظر “وفاء” الولايات المتحدة بوعودها بشأن انسحاب عناصر منظمة “ب ي د”، المنضوية تحت “قوات سوريا الديمقراطية”، من مدينة منبج، بعد تحريرها من قبضة داعش، وهو التصريح الذي اعتبر مراقبون أتراك أن أوغلو تقصّده عقب زيارة أجراها لزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو، ليعطي انطباعاً بأن الأمر يمثّل “مطلباً تركياً مُجمعاً عليه” من كافة المشارب السياسية التركية.
ويرى باحثون متخصصون في الشؤون الكردية أن الأكراد في سوريا يسيرون على منوال الأكراد في العراق، من حيث تثبيتهم لأمر واقع على الأرض وفرضه على كافة الفرقاء المحليين والإقليميين والدوليين، وأن المنابر الدولية تميل إلى الإصغاء لمطالبهم، لا سيما ضمّهم إلى مفاوضات جنيف، خصوصاً وأن خطاب حزب الاتحاد الديمقراطي يتحدث عن خيار فيدرالي داخل سوريا، كما أفادت “العرب” اللندنية.
وتلاحظ هذه الأوساط أن واشنطن أجادت التعامل مع الحالة الكردية في الشمال السوري، بتغييب أي اعتراف سياسي وإظهار تنسيق كامل على المستوى العسكري بين “وحدات حماية الشعب” والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لقتال داعش، بما في ذلك زيارة قام بها مبعوث التحالف بريت ماكغورك إلى الأقاليم التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
وفي الملف نفسه، لم تتخذ “قوات سوريا الديمقراطية”(قسد) قراراً عملياً بإطلاق معركة استعادة السيطرة على مدينة الباب وريفها من تنظيم داعش٬ رغم الإعلان عن تشكيل “مجلس الباب العسكري”.
وقالت مصادر في “قسد” إن تشكيل المجلس “يؤكد أن التحضيرات بدأت٬ لكن توقيت انطلاق العملية لم يتحدد بعد”، كما ذكرت “الشرق الأوسط” اللندنية.
وأوضح المصدر أن الاستراتيجية العسكرية “لا تتخذ قوات سوريا الديمقراطية القرار فيها وحدها”٬ مشدداً على أن القرار “يتخذ بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي التي ستكون رأس الحربة في الإشراف على العملية ودعمها”٬ مشيراً إلى أن وجهة المقاتلين “لم تتحدد بعد٬ وربما تكون الرقة وصولاً إلى ريف دير الزور٬ وربما تكون الباب”.
المصدر: وكالات