قال الكاتب الأمريكي دويل مكمانوس، إن الأسبوع الماضي كان سيئا بالنسبة لـهيلاري كلينتون، لولا أن دونالد ترامب أنقذها بطريقته الخاصة عبر الدخول في معارك.
وأوضح مكمانوس – في مقاله بصحيفة (لوس انجلوس تايمز)- أن كلينتون تعثرت الأسبوع الماضي في وضع تقرير جيد للنمو الاقتصادي، وفي الإجابة عن سؤال بشأن رسائل بريدها الإلكتروني، وفي الرد على الجدل الدائر حول مدفوعات أمريكية لإيران، لكن دونالد ترامب أنقذها بأسلوبه الخاص في اجتذاب الأضواء ناحيته وبقدرته الفائقة على الدخول في معارك، ومنها معركته مع رئيس مجلس النواب الأمريكي بول رايان.
ورأى الكاتب أن كل ما كان يتعين على كلينتون أن تفعله هو اتباع إحدى أقدم القواعد السياسية التي تقول: “إذا كان خصمك يؤذي نفسه، فلا تعترض سبيله.. أو أفضل من ذلك، سلِّط الضوء على عيوبه”.. ولفت مكمانوس إلى أن كلينتون أصرت على ذكر اسم ترامب قدر الإمكان أثناء حديثها عن برنامجها الخاص بالوظائف في الحملة الانتخابية، ضمن قائمة تشمل الإنفاق على البنية التحتية والطاقة الشمسية.
وفي دنفر، عاصمة كلورادو، زارت كلينتون مصنع رابطات عنق، وإلماعًا منها إلى رابطات عنق ترامب المكتوب عليها “صنع في الصين”، كررت كلينتون جملة قالتها في خطابها بمؤتمر ترشيح الحزب الديمقراطي لها وهي “إذا ما أراد (ترامب) أن يجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، يتعين عليه أن يبدأ بصنع الأشياء في أمريكا”.. وفي لاس فيجاس، تحدثت كلينتون عن برامج جديدة للتدريب على الوظائف للعمال من أصحاب الياقات الزرقاء، ومرة أخرى أشارت إلى نقيضٍ، قائلة: “انظروا إلى جامعة ترامب”.
ورأى صاحب المقال أن الرسالة المنطوية لم تكن صعبة القراءة، وهي “أيها الناخبون، ربما كنتم لا تحبون هيلاري كلينتون، لكنها ليست دونالد ترامب”.. ولربما كانت هذه الرسالة كافية لتكون منصة لإحراز الفوز في انتخابات الرئاسة، ولكن ذلك سيكون له ثمن؛ إذْ بتركيزها على عيوب الخصم، قد تفشل كلينتون في تهيئة مناخ قوي لأجندتها التي تتضمن زيادة الضرائب على أصحاب الدخول المرتفعة، وبرنامج بنية تحتية بتكلفة 275 مليار دولار، وإصلاح شامل في ملف الهجرة.
وأضاف مكمانوس أن الجمهوريين في الكونجرس سيكون بمقدورهم الزعم بأن كلينتون فازت بالبيت الأبيض لا لشيء إلا لأن الجمهوريين رشحوا الشخص الخطأ، وأن الشعب الأمريكي ليس موافقا على مقترحاتها (كلينتون) التي ربما لا يعرف عنها شيئا.
ونبه الكاتب إلى حقيقة أن ثمة أجزاء من منصة كلينتون الاقتصادية لم تكد تذكرها.. وإذا ما أرادت هيلاري أن يشتغل الكونجرس المقبل على أفكار أجندتها، فإنها تحتاج إلى الحديث عنها الآن – لكنها لا تفعل… وبمرور الوقت، يبدو برنامجها الاقتصادي أقلّ وليس أكثر إحكاما، وهذا يرجع في جزء منه إلى أنها (كلينتون) تحاول تشكيل أكبر ائتلاف يمكنها تشكيله، بدءا من مؤيدي بيرني ساندرز في اليسار وحتى الجمهوريين الميالين لهيلاري في اليمين.
وقال مكمانوس إن “كلينتون تقود بحكمةٍ حملةً رئاسية متميزة.. ويقول مساعدوها إنه لا يمكنهم افتراض أن يستمر ترامب في إلحاق الضرر بنفسه… ويرجح هؤلاء المساعدون أن الانتخابات لن تكون محسومة لصالح مرشحتهم بفارق واضح، معتقدين أن توجيه أنظار الناخبين إلى مزاجية ترامب غير المناسبة لمنصب الرئاسة – هذا التوجيه هو أفضل السبُل لضمان خسارة ترامب.”
واختتم مكمانوس قائلا “من منظور سياسي قصير المدى، ربما كان مساعدو كلينتون على صواب، لكن ستكون مفارقة مؤلمة لو أن كلينتون – بطلة التفكير طويل المدى في الأعمال- استيقظت بعد يوم الانتخابات واكتشفت أنها بسعي حملتها إلى تحقيق مكاسب فورية، قد أهدرتْ فرصة سانحة لإحداث تغيير طويل المدى”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط