حذرت صحف تونسية الخميس من خطر تحول حكومة الوحدة الوطنية التى كُلف يوسف الشاهد (40 عاما ) بتشكيلها، إلى حكومة محاصصة بين أحزاب سياسية، مذكرة بأن المحاصصة كانت سبب فشل كل الحكومات المتعاقبة على تونس منذ انتخابات 2011.
وكلف الرئيس التونسى الباجى قائد السبسى الاربعاء يوسف الشاهد تشكيل حكومة وحدة وطنية تخلف حكومة الحبيب الصيد التى سحب منها البرلمان الثقة السبت الماضى، إثر حملة الانتقادات التى تعرضت لها بعدم الفاعلية فى إنعاش الاقتصاد ومكافحة الفساد.
ويحمل يوسف الشاهد دكتوراه فى العلوم الزراعية من جامعة فرنسية، وهو قيادى فى حزب نداء تونس الذى اسسه السبسى فى 2012، ووزير الشؤون المحلية فى حكومة الحبيب الصيد المنبثقة عن الانتخابات التشريعية لسنة 2014 والتى فاز فيها حزبه.
وبحسب الدستور التونسى، يتعين على الشاهد تشكيل الحكومة فى أجل لا يتعدى شهرا من تاريخ تكليفه رسميا.
واعلن الشاهد الاربعاء أنه سيجرى مشاورات حول تكوين حكومته مع جميع الاحزاب السياسية والمكونات الوطنية، مضيفا أن حكومته ستكون حكومة سياسية وحكومة كفاءات وطنية بدون محاصصة.
ودعت يومية الشروق إلى أن لا يكون اختيار الوزراء خاضعا للترضيات الحزبية التى عانت منها تونس طويلا خاصة فى عهدى حكومتى الترويكا الاولى والثانية، فى اشارة إلى حكومتين قادتهما حركة النهضة الاسلامية من نهاية 2011 وحتى مطلع 2014.
وقالت (تونس الان تغرق، وهذا الامل الاخير، ونرجو أن يكون يوسف الشاهد املا لانقاذها وليس شاهدا على ضياعها).
واعتبرت يومية المغرب أن المحاصصة الحزبية أول خطر يتهدد حكومة يوسف الشاهد.
وتساءلت “كيف يمكن لرئيس الحكومة القادمة أن يجنب البلاد هذه الكارثة الجديدة، هذا هو الامتحان الاول والاصعب لرئيس الحكومة المكلف، فإن اخفق فيه فشل المسار برمته”.
وذكرت أن المحاصصة الحزبية فى الحكومات نخرت البلاد زمن الترويكا و(حكومة) الحبيب الصيد وأضرت أيما إضرار بالبلاد.
وانبثقت حكومة الترويكا عن انتخابات المجلس الوطنى التأسيسي التى أجريت فى اكتوبر 2011 وفازت فيها حركة النهضة الاسلامية، وتشكلت من ائتلاف ثلاثة احزا بينها النهضة.
ورأت جريدة الصباح الخميس أن يوسف الشاهد لا يملك الكثير من الخيارات للاختيار الحر بعيدا عن المحاصصة، رغم أنه وعد فى خطاب التكليف بالابتعاد عن المحاصصة، إلا أن وعده يبدو صعب التحقق على ارض الواقع.
وفى الثانى من يونيو الماضى، اقترح الرئيس التونسى تشكيل حكومة وحدة وطنية لاخراج البلاد من ازمة اقتصادية واجتماعية حادة.
وقال الشاهد أن حكومته ستكون حكومة شباب ايمانا منا بقدرة الشباب على تغيير الاوضاع، وستكون المرأة ممثلة (فيها) بحجم وقدر أكبر.
ومنذ الإطاحة بنظام بن على تعاقب على تونس ستة رؤساء حكومات.
أ ف ب