اعتبرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن هجوم الشاحنة بمدينة نيس الفرنسية يظهر محدودية الجهد العالمي لتعقب الإرهابيين .
وذكرت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته اليوم الجمعة على موقعها الإلكتروني – أن الحكومة الأمريكية أطلقت آلاف من الضربات الجوية وقصفت منشآت نفطية وأعادت نشر جيشها وحركت أقمارها الصناعية واعترضت المكالمات الهاتفية ومنعت عمليات نقل الأموال وقامت بعشرات الاعتقالات في مسعى لإعاقة تنظيم “داعش” الإرهابي ، لكن مرة تلو الأخرى وجد التنظيم وأتباعه والمتعاطفين معه سبلا لاختراق سياج عالمي من السياسات الأمنية ليشنوا هجمات مروعة قتلت مئات الأشخاص في أوروبا والولايات المتحدة .
وقالت الصحيفة إن معرفة الدوافع ومنفذي مذبحة الشاحنة في نيس بفرنسا لم تتأكد في الساعات الموالية مباشرة للهجوم لكن العمل الذي بدا وأنه يحمل نفس بصمات الهجمات الأخيرة التي نفذها “داعش” وتمت بإيعاز منه حيث كان اعتداء دموي على هدف سهل ولا يتمتع بالحماية نفذه فرد أو مجموعة أشخاص .
وأضافت الصحيفة أن قادة تنظيم “داعش” استفادوا من وسائل التواصل الاجتماعي لاستمالة أعضاء جدد ومن ثم يعودون لضرب أهداف سهلة مليئة بالأشخاص كمطار أو حفلة عطلة أسبوعية أو قاعة للحفلات الموسيقية أو ملهى ليلي .
ونقلت الصحيفة عن بروس هوفمان، مدير مركز الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون ، قوله – إن “المشكلة هي أن عدد الأشخاص ، الذين يدخلون في التطرف وتكون وسائل التواصل الاجتماعي في الأغلب هي السبب ، أصبح أكبر من أي وقت مضى ولا نستطيع مواكبة ما يجري من تطورات. إننا نتعامل مع مشكلة نظام قوة أكبر بكثير من الماضي”.
ونوهت الصحيفة إلى أن الهجمات أثبتت أنه من الصعب إيقافها، لافتة إلى أن استراتيجيات مكافحة الإرهاب، التي تستخدمها الولايات المتحدة وغيرها من الدول لإعاقة الهجمات ذات النطاق الكبير التي خطط لها تنظيم “القاعدة” قبل أكثر من عقد، باتت أقل نجاحا ضد تنظيم “داعش”.
المصدر:أ ش أ