أدانت صحف عربية التفجيرات التي وقعت حي الكرادة التجاري الواقع في العاصمة بغداد. وأعرب بعض الكتاب عن انتقادهم “لعجز” الحكومة العراقية في منع الهجمات الارهابية. ودعا أخرون جامعة الدول العربية إلى إيجاد استراتيجية لمكافحة الإرهاب.
وكانت سيارة نقل معبأة بمواد ناسفة قد فُجرت في حي الكرادة التجاري المزدحم بالمتسوقين الذين خرجوا للتسوق بمناسبة عيد الفطر. وأعلنت السلطات العراقية عن ارتفاع حصيلة الهجوم إلى 165 قتيلاً و 225 جريحاً.
حيث قال الكاتب المخضرم فخرى كريم في جريدة المدى العراقية إن “فاجعة الكرادة بضحاياها الأبرياء، والكرادة حاضنة أمينة للعراقيين بغضّ النظر عن انتماءاتهم الدينية والطائفية والسياسية، هي جرس إنذارٍ ليس كسابقاته، يحذّر العبادي وفريقه الأمني والسياسي، بأنّ الانتصار العسكري وتعزيزه لا يتحققان من خلال استعراضٍ مهرجانيٍّ بين فترة وأخرى، يجري التأكيد فيه على القدرة على اجتثاث الإرهاب وتجفيف مصادر قوّته، بل عبر تعبئة القوى السياسية الوطنية والرأي العام في إطار نهجٍ جديدٍ ، مختلف ومتميز، يصفّي قبل كلّ شيء آثار ونتائج السياسات الكارثية التي أحلّت دم العراقيين على أساس العِرق والطائفة والقومية، وتبنّت نهج الاستعلاء والاستئثار والانفراد ونبذ الآخر، وأنهكت طاقة البلاد بكل جوانبها باعتماد القوة النابذة، المغامرة، الادّعائية، المجانِبة لمنطق العقل والحكمة والمصلحة الوطنية العليا”.
ويضيف الكاتب أن الحادثة “تذكّر أيضاً بتخبّط القيادات السياسية والأمنية التي لا تجد رابطاً استراتيجياً بين خطوط الهجوم العسكرية على قطعان داعش في ساحاتها، ومتاريس الدفاع السياسية قبل الأمنية والعسكرية الرخوة وما تستلزمه من تدابيرَ وإجراءاتٍ تتحصّن باليقظة والحذر”.
على المنوال نفسه، كتب كريم عبد زاير في جريدة الزمان العراقية أن مئات العراقيين الذين هرعوا لمكان التفجير في الكرادة عبروا عن غضبهم من “ضعف الأجهزة الأمنية وعجزها في منع الهجمات الإرهابية”.
أما افتتاحية جريدة الوطن القطرية فقد رأت أن “جريمة التفجير الانتحاري، الذي شهده حي الكرادة، والذي أحال عيد عاصمة الرشيد إلى حزن وحداد، تضاف إلى قائمة طويلة من المآسي التي يتعرض لها الأشقاء العراقيون، الذين أصبح الملايين منهم نازحين في أوطانهم لعدد من الأسباب، التي يضيق المقام عن ذكرها”.
وأضافت الصحيفة أنه “آن الأوان كي ترسل الجامعة العربية رسالة، تؤكد أنها مازالت تنبض بالحياة، والأهم ألا يقتصر التحرك العربي الشامل على الأزمة العراقية فقط، وإنما يتعدى ذلك إلى تعريف دقيق للإرهاب، وتحديد موضوعي لأسبابه، ومن ثم وضع استراتيجية متكاملة لمواجهته، لا تكتفي بالأداء الأمني فقط، ذلك الذي، على أهميته، ورغم ضرورته، أثبت أنه ليس الحل الناجح والناجع بمفرده”.
من جانبه ، قال حمد العصيدان في صحيفة الراى الكويتية إن مواجهة الإرهاب “تقليديا ـ ونقصد به الوقوف في وجهه ـ غير مجدية في ظل هذا الواقع، بل يجب البحث في ما قبل وصول الانتحاري إلى موقع جريمته”.
ويؤكد الكاتب أن “هذه مهمة غاية في الصعوبة والتعقيد تحتاج إلى أفق واسع وإدراك لمكونات العقل الإرهابي، الذي يصل به التفكير إلى درجة قتل نفسه، بعد أن يكون قد قتل أقرب المقربين إليه. وهنا يجب أن يكون العمل بعيداً عن الأسلوب المخابراتي القائم على كشف الخلايا، النائمة منها والصاحية، بل يجب الدخول في عمق القضية، في كيفية وصول الإرهابي إلى قناعة ورضا بالموت، وقتل العشرات معه في عمل انتحاري”.
قال حسن أبو هنية في الرأي الأردنية إن بعد اشتداد الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا بدأ التنظيم “بنقل المعركة إلى كل مكان يمكن أن يصل إليه، وباتت حروبه تتبع مستويات انتشاره ونفوذه فقد أصبح التنظيم الأيقونة الجهادية المعاصرة الذي باتت تتبعه معظم الحركات الجهادية في العالم حيث تلقى التنظيم أكثر من 150 بيعة من جماعات ومجموعات جهادية من معظم دول العالمين العربي والإسلامي”.
يضيف أبو هنية أن التنظيم بات “أكثر خطورة بدمج الأبعاد القتالية، ولعل الخطر الأكبر يكمن في الإصرار على إخراج التنظيم من مناطق سيطرته في الموصل في العراق والرقة في سوريا من خلال القوة العسكرية النارية دون وجود حلول سياسية للأزمة العميقة في هذه البلدان ودون وجود استراتيجيات لإعادة التوجيه والدمج لآلاف المقاتلين الأجانب وإعادة تأهيل لآلاف الأطفال، وتوفير الحد الأدنى من الكرامة والعدالة والديمقراطية”.