جاءت افتتاحية جريدة الخليج الإماراتية بعنوان”الإرهاب يزداد توحشاً”، قالت فيها إن الإرهاب دخل مرحلة جديدة، تقوم على المزيد من القتل، وتحديداً قتل المدنيين الأبرياء من دون تمييز، وهو أمر يعتبر جزءاً من ديدن وسلوك المنظمات الإرهابية وليس جديداً من حيث معتقدها ومراميها التي تقوم على التوحش وتتناقض مع كل القيم والمبادئ الإنسانية والدينية.
أضافت الجريدة أنه على ضوء ما جرى خلال اليومين الماضيين من عمليات إرهابية طاولت مدينة المكلا اليمنية وبلدة القاع اللبنانية ومطار إسطنبول يمكن القول أن المنظمات الإرهابية وخصوصاً «داعش» وجراء الضربات القاتلة التي تتعرض لها في العراق وسوريا واليمن، وانحسار مناطق سيطرتها بحيث بدا أن هزيمتها ممكنة بل وأكيدة، فقد دخلت مرحلة جديدة من الإرهاب تقوم على تجنيد المزيد من الانتحاريين ودفعهم كمجموعات لارتكاب عمليات إرهابية جماعية ضد المدنيين وإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر بينهم، لخلق حالة من الرعب وممارسة شكل من أشكال الحرب النفسية للتعويض عن الخسائر الميدانية التي تلحق بها، والإيحاء بأنها لا تزال تستطيع التحرك وتحقيق اختراقات أمنية والحاق الأذى.. لكن الحقيقة أن مثل هكذا أعمال إرهابية تستهدف المدنيين ليست علامة قوة بل هي دليل ضعف، وتعني الهرب من المنازلة في الميدان واختيار الأهداف السهلة لأن المدني المستهدف هو أعزل ولا يمتلك القدرة على المواجهة.
وقالت الخليج إنه من السهولة بمكان اختيار ساعة الإفطار لارتكاب مجزرة في مدينة المكلا، وهو عمل ينم أساساً عن عدم احترام أحد أركان الدين الإسلامي الذي تدعي هذه المنظمات الإرهابية الانتماء إليه، كذلك من السهولة إرسال مجموعة من ثمانية انتحاريين والتسلل إلى بلدة لبنانية نائية في شمال منطقة البقاع اللبنانية وهم بلباس مدني، كي يفجروا أنفسهم تباعاً في ساحات البلدة وأمام كنيستها.
وكذلك بالنسبة لمطار اسطنبول الذي تم فيه ارتكاب مجزرة بحق الركاب الذين لا حول لهم ولا قوة.
هذه الأعمال الإجرامية الهمجية ليست أعمالاً بطولية، أنها مجرد أعمال سافلة تقوم بها جماعات منحطة ومتوحشة بلا قيم ولا أخلاق، وكل ما تملكه هو سلاح للقتل والجريمة ضد المواطنين العزل الأبرياء.
وختمت الصحيفة بقولها إنه من الواضح أنه كلما اشتد الخناق على المنظمات الإرهابية واقتربت نهايتها وتلقت المزيد من الضربات القاتلة سوف تزيد من جرائمها وتتعاظم وحشيتها.