بعد أكثر من شهرين من المماطلة والمراوغة، بات واضحاً أن الانقلابيين الحوثيين وأنصار المخلوع إنما جاؤوا لمفاوضات الكويت، ليس بهدف الاتفاق وتحقيق السلام، بل بهدف كسب الوقت لإعادة ترتيب أوضاعهم الميدانية المتدهورة والمساومة على السلطة، وبدا هذا واضحاً في تعمدهم افتعال الحجج والأسباب لإطالة أمد المباحثات وتعطيلها أكثر من مرة لأسباب واهية.
منذ بداية المباحثات في أبريل الماضي والانقلابيون لم يلتزموا بالهدنة ولم يتوقفوا عن القصف العشوائي بالصواريخ على تعز وغيرها، ويتعمدون استفزاز قوات التحالف العربي بإطلاق صواريخ على الحدود السعودية.
ولم يتوقفوا عن نهب أموال الدولة والشعب تحت مبرر المجهود الحربي، وفي نفس الوقت لم تتوقف تصريحات طهران ونصر الله في لبنان التي تشجع الانقلابيين على الاستمرار في القتال، الأمر الذي يؤكد ما سبق أن قلناه من أنهم «مسيّرون» لتنفيذ الأجندة الإيرانية لبسط النفوذ ونشر الفوضى في المنطقة.
كل ما قدمه الانقلابيون في مباحثات الكويت يتنافى تماماً مع قرارات الشرعية الدولية، ويعوق تحقيق قرار مجلس الأمن 2216 الذي هو أساس المباحثات، مع الالتزام بالانسحاب وتسليم السلاح، كما أن سعيهم للاتفاق على حلول وقتية أمر ترفضه الأمم المتحدة ومجموعة دول الـ18 التي أكدت رفضها ترحيل الأزمة اليمنية من خلال إيجاد حلول وقتية لا تخدم اليمن واليمنيين.
المصدر: وكالات