اختلفت الصحف العربية حول إعلان الحكومة العراقية أن قواتها قد استعادت معظم مدينة الفلوجة من تنظيم داعش.
فبينما أشادت بعض الصحف “بإنجازات” القوات العراقية، انتقدت صحف أخرى “فشل” الحكومة العراقية في التعامل مع ملف النازحين.
وتنفذ القوات العراقية منذ أكثر من شهر عملية عسكرية واسعة تستهدف استعادة المدينة التي سيطر عليها تنظيم داعش عام 2014، فيما ينفذ التحالف الدولي الذي تقود أمريكا غارات جوية دعماً لهذه العمليات.
“النصر المؤزر”
كتب صباح الخالدي في جريدة “الزمان” العراقية مشيداً “بالنصر المؤزر”، قائلاً ” تحقق النصر المؤزر على الظلاميين في الفلوجة وكل الارض التي دنسوها بجرائمهم، كانت جموع الحق رجال العراق النشامى من كل الصنوف والتشكيلات يقاتلون تحت راية الله اكبر راية الوطن تلك الجموع الباسلة التي ملأت ميادين القتال في مختلف الجبهات، رجال من النجف وبغداد وديالى وبابل وواسط والانبار والبصرة وكركوك وكل المحافظات وهم يضحون بالغالي والنفيس تحت راية الوطن”.
وعلى نفس المنوال، قال محمد عبد الجبار الشبوط في جريدة “الصباح” “يحق لنا ولقواتنا المسلحة بمختلف صنوفها وتشكيلاتها ومسمياتها أن نفخر طويلاً بالنصر العسكري الباهر الذي حققناه في الفلوجة، لا يقاس النصر فقط بمساحة الأرض التي استعدناها ولا بعدد الأشخاص الذين حررناهم ولا بعدد (الدواعش) الذين قتلناهم ولكن بالدلالة الرمزية العميقة لتحرير الفلوجة”.
ودعا الكاتب إلى الحفاظ على هذا “الإنجاز وحمايته من الضياع أو السرقة أو النكوص” من خلال منع (داعش) من العودة إلى الفلوجة والعمل على تحسين نوعية ومستوى الحياة في الفلوجة.
قال زهير ماجد في جريدة “الوطن” العمانية إن “خلاصة تحرير الفلوجة أنها العاصمة الروحية لـ (داعش) وليس الموصل أو الرقة أو أي مكان آخر”.
من جانبها، قالت جريدة “العالم” العراقية إن “خسارة الفلوجة تمثل لطمة كبيرة للتنظيم؛ لما للمدينة من رمزية كبيرة لكونها المدينة التي شهدت أعنف مواجهات مع القوات الأمريكية عقب غزوها للعراق في 2003، فضلاً عن قربها من العاصمة العراقية بغداد”.
“كارثةً إنسانيّة”
وعلى الجانب الأخر، هاجم أيمن الصفدي في جريدة “الغد” الأردنية “فشل” الحكومة العراقيّة على الصعيدين السياسي والإنساني.
قال الصفدي ” بريق النصر العسكري الذي أنجزته الحكومة العراقيّة يخبو أمام فشلها السياسي والإنساني، لم تستعدّ الحكومة بشكلٍ كافٍ لتلبية الاحتياجات الإنسانيّة لألوف المدنيّين الذين كان مؤكّداً أنّهم سيضطّرون إلى ترك منازلهم هرباً من القتال، والنتيجة أنّ عشرات الألوف من سكّان المدينة باتوا مشرّدين لا خيمة تظلّهم، ولا استعدادات تحفظ كرامتهم وتلبّي احتياجاتهم. وها هي معركة الفلوجة، نتيجةّ لذاك، تنتهي كارثةً إنسانيّة”.
ويرى الكاتب أنه “لا شيء يبرّر فشل الحكومة العراقيّة حماية مواطنيها من براثن الانتقاميّة المذهبيّة والعوز الإنساني، ولا يُمكن الاستهانة بتبعات هذا الفشل على تماسك المجتمع العراقيّ وعلى مستقبل العراق”.
بالمثل قالت صحيفة “النهار” اللبنانية في صفحتها الأولى إن “السلطات العراقية أعلنت النصر في الفلوجة، لكنه نصر لا يزال غير مكتمل ميدانياً وهو بطعم الكارثة الإنسانية في المدينة التي شهدت نزوحاً لا سابق له، ومع التقدم في الفلوجة، وإن يكن من دون الاستعادة الكاملة للمناطق الشمالية فيه”.
وتضيف الصحيفة أن أرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين والمجلس النروجي للاجئين وتقاريرهما تشير إلى “كارثة إنسانية في الفلوجة تتمثل في انهيار البنية التحتية وفرار نحو 84 ألف شخص في أقل من شهر”.
المصدر: وكالات