لاقت المسلسلات التي تناقش القضايا النفسية والحياة الاجتماعية للمريض النفسي وكيفية تعامله مع المجتمع والآخرين من حوله إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي والمشاهدين وحظيت بنسب مشاهدة عالية.
وبالرغم من جدول المسلسلات المزدحم، إلا أن مسلسلات “فوق مستوى الشبهات” للنجمة يسرا، ومسلسل “الخانكة” للنجمة غادة عبد الرازق، ومسلسل “سقوط حر” للنجمة نيللي كريم ومسلسل “ونوس” للنجم يحيى الفخراني ، حظيت بمتابعات كبيرة من المشاهدين واهتمام النقاد .
وتقدم هذه المسلسلات الأربعة أحداثا نفسية فلسفية صعبة بالغة التعقيد تم تناولها في أعمال فنية سباقة، ونجحت في تفادي فخاخ التكرار بإتقان القصة والبناء المتماسك والمنطقي، وتسلسل الأحداث بشكل مفهوم، كما مثل أداء الفنانين حجر زاوية لنجاح هذه النوعية من الأعمال التي تحتاج إلى إتقان وكفاءة تمثيلية عالية .
وأثبت الفنان يحيى الفخراني نجاحه مرة أخرى على الشاشة، بسلاسة في الأداء وسهولة اكتسبها بخبرة السنين، وطل على مشاهديه هذا العام بجرعة تمثيلية دسمة، ليقدم دور الشر الذي لم يعتاده الجمهور عليه، ويكون الفخراني دائما في أعماله منحازا لمعسكر الخير، إلا أنه في ونوس، لم يتخل فقط عن الخير ولكنه جسد دور الشيطان نفسه بأداء لعوب وخبيث، ومبهج في نفس الوقت.
وجسد يحيى الفخراني في المسلسل شخصية “ونوس” وهو مريض نفسي يشعر بوجود شبح أو شيطان يلازمه ويجعله أسيرا لأفكاره ويصل به الأمر إلى تدمير أسرته وحياته.
وتسطر الفنانة نيللي كريم من خلال دورها في مسلسل “سقوط حر” أعماقا جديدة لها كفنانة لتثبت براعتها الشديدة في تأدية أية شخصية مهما كانت صعبة، حيث تجسد شخصية مريضة نفسيا تقوم بقتل زوجها وأختها، وتحيلها المحكمة إلى المصحة النفسية.
ونال مسلسل “سقوط حر” إعجاب الجمهور من الحلقة الأولى، كما حظي باهتمام كبير على مواقع التواصل فور عرضه لتميزه بمستوى فني مرتفع ، حيث يرى الجمهور مسرح جريمة قتل وبطلة العمل تعاني من انهيار عصبي، ثم يتبين من مشاهد المحاكمة أنها القاتلة ويتم ايداعها مستشفى الأمراض النفسية.
وأشادت الناقدة أميرة النجار بمخرج المسلسل شوقي الماجري لأنه اتخذ من البداية أسلوبا مباشرا بعيدا عن التعقيد والمبالغة لتوصيل الحالة النفسية والتفاصيل التي تحيط بالبطلة مع لمحات محفزة لمتابعة العمل.
وسارع الجمهور إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن إعجابهم بالمسلسل وأداء نيللي كريم التي برعت في تقديم تفاصيل المرض النفسي للبطلة.
بينما تستحق غادة عبد الرازق الاحتفاء من الجمهور ،لأنها تطل عليه بدور مدرسة “متحررة” تحب أن تعيش حياتها ببساطة حيث تجسد في مسلسها “الخانكة” شخصية تتجه إلى مستشفى الأمراض النفسية المعروفة باسم الخانكة وذلك بإرادتها الكاملة للتخلص من مشاكلها.
وقالت غادة إن شخصية أميرة التي تؤديها في المسلسل تشبهها كثيرا، مشيرة إلى أن ارتداء فستان عاري لا يعني أنها بنت سيئة، وأوضحت أن ظاهرة التحرّش موجودة في كل العالم، وشخصية “أميرة” قد يراها البعض غريبة لأنها لا تستقل التاكسي بسبب التحرش وتفضّل “الموتسيكل”، ووصفتها بـ “مجنونة” بالنسبة للمجتمع.
وتقدم يسرا في مسلسل “فوق مستوى الشبهات” أداء سهلا ممتعا حيث تلعب دور أستاذة جامعية متخصصة في التنمية البشرية ومرشحة كعضو لمجلس الشعب تدعى “رحمة حليم”، تحاول الظهور طوال الوقت أمام الجميع بمظهر السيدة الناجحة في كافة مجالات حياتها وعملها، لكنها مع الأحداث نكتشف أنها تخفى في المقابل وجها آخر أكثر شرا.
وتعاني اضطرابا ومشاكل نفسية وتحاول أن تتعالج من هذه المشكلات حيث لجأت إلى طبيب نفسى ليعالجها قبل أن تقوم بعمل كشف طبى خاص بمرشحي البرلمان وأثناء العلاج تكتشف أن طبيبها هو نفس الطبيب الذى يعالج أختها الموجودة بمستشفى الأمراض العقلية مما يجعلها تقرر أن تبتعد عن الطبيب وتحاول أن تتخلص من أي مستند يخص أختها وأيضا الاعتراف بأنها قد ارتكبت جريمة قتل.
ويقوم الفنان سيد رجب بتجسيد شخصية زوج يسرا في المسلسل وهى لا تحبه بالرغم من حبه الشديد لها وسبب زواجها منه هو المال حيث تزوجته من أجل ماله فقط مما يحول حبه لها إلى جفاء ليعاملها بنفس طريقتها.
وتقول الناقدة أميرة النجار إن يسرا من خلال شخصية رحمة تمردت على الأدوار المثالية التي اعتادت أن تقدمها في الدراما التلفزيونية خلال الأعوام السابقة، لتظهر هذا العام بشخصية تبدع في تقديم الشر الناعم بشكل أعاد اكتشاف ذاتها من خلال هذا الدور.
وأشارت إلى أن الاستعانة بالدكتور نبيل القط كمستشار نفسى للخط الدرامي للمسلسل أظهر شخصية رحمة في حالاتها النفسية المعقدة بشكل طبيعي بدون مبالغة في التقديم.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط