وافقت لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب برئاسة النائب أسامة هيكل على الاقتراح بمشروع قانون بتعديل نص المادة 68 من القانون رقم 96 لسنة 1996 بشأن تنظيم الصحافة والمقدم من النائب مصطفى بكري وموقع عليه من 324 نائبا.
وجاءت موافقة اللجنة على الاقتراح بمشروع القانون بالصيغة التي وردت من مقدم الاقتراح ونصها كالتالي:”يصدر رئيس الجمهورية قرارا بتشكيل المجلس الأعلى للصحافة للقيام بالمهام المنوط بها لحين صدور قانون بتنظيم الصحافة والإعلام، على أن تنتقل إلى المجلس جميع السلطات والاختصاصات التي كان يمارسها مجلس الشورى فيما يخص شؤون الصحافة والصحفيين والمؤسسات الصحفية القومية الواردة في هذا القانون وغيره من القوانين”.
يشار إلى أن أربعة نواب فقط من أعضاء اللجنة اعترضوا على الاقتراح وهم: أسامة شرشر ويوسف القعيد وخالد يوسف وجليلة عثمان.
وأبدى النائب أسامة شرشر عضو اللجنة اعتراضه شكلا وموضوعا على الاقتراح، مشيرا إلى أنه تم التقدم بمذكرة موقع عليها من أكثر من 150 نائبا تطالب بسرعة مناقشة مشروع قانون الإعلام الموحد.
وتساءل شرشر عن سبب إصدار هذا التعديل رغم وجود قانون للإعلام الموحد، محذرا من أن هذا التعديل سيكون نقطة سلبية وسيحمل صورة سلبية للخارج عن الصحافة المصرية.
من جانبه، تساءل النائب يوسف القعيد عن سبب المباغتة والسرعة الشديدة في إجراء هذا التعديل، وسبب طرحه في فترة زمنية تقل عن 24 ساعة، وعما إذا كان الأجدى استعجال إصدار قانون الإعلام الموحد بدلا من هذا التعديل.
من جهته، أبدى النائب خالد يوسف اندهاشه من السرعة الكبيرة في تقديم هذا التعديل وإحالته من رئيس المجلس إلى اللجنة النوعية المختصة، قائلا :”لا داعي للاستعجال، الاستعجال يكون لمجلس الدولة لسرعة إرسال مشروع قانون الإعلام الموحد، معتبرا أن إدارة الأمور بهذا الشكل تضر أكثر مما تنفع”.
وأوضح النائب مصطفى بكري – مقدم الاقتراح بمشروع القانون – أنه كتب صيغة التعديل قبل يومين وتشاور فيها مع بعض القانونيين، وبمجرد نزوله إلى القاعة الرئيسة بمجلس النواب وعرض الأمر على الأعضاء وقع 324 نائبا، الأمر الذي استدعى تقديم التعديل ممهورا بالتوقيعات إلى الأمين العام الذي عرضه على رئيس المجلس، والذي كان أمامه أحد أمرين: الأول عرضه على الجلسة العامة، والثاني إحالته للجنة المعنية وإخطار المجلس بذلك في أول جلسة طالما تبين له جدية الأمر وفقا للائحة.
وقال بكري إن الاقتراح بمشروع القانون أخذ المسار اللائحي الصحيح، وإن لجنة الثقافة والإعلام والآثار اجتمعت في ضوء قرار رئيس المجلس بإحالة الاقتراح إليها لمناقشته، وإذا تم إقراره سيستكمل مساره الطبيعي مثله في ذلك مثل جميع مشاريع القوانين.
وأضاف بكري أنه تم إخطار جميع الموقعين على الاقتراح من النواب بموعد اجتماع اللجنة لمن يرغب منهم في حضور الاجتماع، مؤكدا التزام أمانة اللجنة حرفيا باللائحة.
وحول التساؤلات الخاصة بسرعة تقديم الاقتراح، أكد بكري أن الوسط الصحفي يعاني من حالة من الاحتقان بسبب استمرار المجلس الأعلى للصحافة في تسيير الأعمال، ما تسبب في خلافات في الوسط الصحفي، مشيرا إلى أن حالة الأهرام والخلافات بين رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير هناك تعد مثالا على هذا الاحتقان.
ولفت بكري إلى أن الصحافة من المؤسسات المهمة، وأن الدولة المدنية هي التي تحترم رغبات الصحفيين وفقا للقانون، متسائلا عن الضمانة في أن تتم مناقشة مشروع قانون الإعلام الموحد خلال أسبوع أو شهرين.
وأوضح بكري أنه يتوقع ألا يتم إصدار قانون الإعلام الموحد بسرعة، لأن عدد مواده تصل إلى نحو 270 مادة، وأنه إذا تم منحه الأولوية -رغم وجود قوانين مكملة للدستور لها الأولوية بطبيعة الحال- في ظل جلسات عامة متتابعة فسيستغرق ما لا يقل عن شهرين.
وشدد بكري أن الدولة ليست ضد الصحافة بل إنها تريد الإصلاح، والدليل أن الدولة خصصت العام الماضي مليار و600 مليون جنيه للمؤسسات الصحفية القومية، وأن هناك قرارا من رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية أمام رئيس الجمهورية بصرف 175 مليون جنيه لمؤسستي الأهرام والأخبار.
وحذر بكري من وجود خطر داهم على المؤسسات الصحفية، وأنه إذا استمر رؤساء تحرير ومجالس الإدارات بعد 30 يونيو الجاري، فمن المتوقع حدوث مشاكل كبيرة.
وحول ما أنجزه المجلس الأعلى للصحافة منذ تشكيله في نهاية 2013، قال بكري إن النتاج هو اختيار رؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف القومية، مطالبا بضرورة استعجال إصدار الاقتراح بمشروع القانون الذي تقدم به قبل نهاية الشهر الجاري الذي تنتهي فيه مدد رؤساء مجالس إدارات الصحف القومية.
من جانبه ، أكد النائب أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار أن الاقتراح بمشروع القانون المقدم حول تعديل مادة في قانون تنظيم الصحافة ليس له علاقة من قريب أو بعيد بمشروع قانون الإعلام الموحد، مؤكدا أن اللجنة ستوصي بسرعة إرسال مشروع قانون الإعلام الموحد إلى مجلس النواب لمناقشته، مشيرا إلى أن حال المؤسسات الصحفية القومية لا يخفى على أحد.
ونبه النائب علي بدر إلى أن انتهاء مدد رؤساء التحرير وقرب انتهاء مدد رؤساء مجالس الإدارات جعلهم يعملون دون أي خطط مستقبلية، وأصبح هناك حالة من الفوضى في الوسط الصحفي، مؤكدا أنه إذا لم يكن النائب مصطفى بكري تقدم بهذا التعديل لكان تقدم هو بنفسه به، معتبرا أن الوسط الصحفي متلهف لهذا التعديل، وأيد النائب معتز الشاذلي التعديل المقترح.