اهتمت بعض الصحف العربية، بنسختيها الورقية والالكترونية، بالهجوم المسلح في أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية، وسيناريوهات ما بعد معركة الفلوجة.
ودعت الصحف إلى ضرورة تكاتف الجهود الدولية لمواجهة “الأعمال الإجرامية التي تستهدف المدنيين”.
وفي صحيفة رأي اليوم اللندنية، يدين عبد الباري عطوان هجوم أورلاندو، قائلا إنه “تحد إرهابي دموي غير مسبوق، تتواضع أمامه معظم، إن لم يكن كل، التحديات السابقة المماثلة”.
ويرى الكاتب أن الهجوم “عملية إرهابية بأقوى العبارات وغير مبررة على الإطلاق، ولكن علينا أن نتذكر، ونذّكر الآخرين، بما فيهم الأمريكان أنفسهم، أننا كعرب ومسلمين ضحايا لسياساتهم وتدخلاتهم العسكرية أيضا، بل وطائراتهم التي تقصف في هذه اللحظة أهدافا في بلداننا تحت عنوان مكافحة الإرهاب، وتقتل من الأبرياء المئات”.
كما أدانت صحيفة الشرق القطرية الهجوم وقالت إنه كشف “طول يد الإرهاب الدولي، ومدى إمكانياته العميقة في الضرب في أي مكان من العالم”.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها “هذه العملية تؤكد أن الإرهاب بات كابوسا عالميا، مما يدفع إلى إدانة كافة أشكال العنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والمبررات، كما تؤكد الحاجة إلى ضرورة تكاتف الجهود الدولية لمواجهة الأعمال الإجرامية التي تستهدف المدنيين في كل مكان في العالم”.
ويرى محمد الحمادي في صحيفة الاتحاد الإماراتية أن الهجوم جاء “كهدية من داعش للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، والذي تلقى التهاني من مؤيديه على هذه العملية التي اعتبرها مناصروه تأكيداً لموقفه السياسي من المسلمين الذين يعتبرهم إرهابيين”.
وكان ترامب قد قال في تغريدة على تويتر بعد ساعات من وقوع الهجوم “أقدر التهاني لأنني كنت محقاً بشأن الإرهاب الأصولي الإسلامي، لا أريد تهاني، أريد شدة ويقظة.. ينبغي أن نكون أذكياء”.
وعبّر الحمادي عن أسفه من تغريدة ترامب، قائلاً: “الإرهاب يجد دائماً من يغذيه ومن يثيره، وبقدر ما كانت جريمة الملهى مقززة، بقدر ما يعتبر كلام وموقف ترامب مثيراً للشفقة، فأن يكون مرشح الرئاسة لهذه الدولة العظمى بهذه العقلية الإقصائية الانتقائية والعدوانية التي تضع أبناء ديانة بأكملها في سلة واحدة مع ثلة من الإرهابيين ممن لا دين لهم، ولا وطن، ولا عقيدة إلا الدم والقتل، فهذا أمر مؤسف جدا”.
معركة الفلوجة
وفي الشأن العراقي، تناولت بعض الصحف الوضع الأمني في العراق ومعركة الفلوجة ضد تنظيم “داعش”.
وكتب صباح علي الشاهر في موقع ميدل ايست أونلاين يقول “صفحة داعش ستُطوى في العراق، وما بعد الفلوجة ستكون القائم، ثم الشرقاط والقيارة، وسيكون مسك الختام الموصل، ولكن هذه الصفحة التي ستُطوى، قد تعود بأشكال أخرى، إذا لم نحوّل النصر العسكري، إلى نصر عراقي، ينسب لأبناء العراق، يوحد العراقيين، ويعلن بداية الخلاص من الطائفية والنهج الطائفي”.
وفي جريدة الجزيرة السعودية، يتوقع عبد الرحمن الحبيب حدوث خلاف سياسي حاد بين الأطراف العراقية المختلفة بعد انتهاء معركة الفلوجة، ويقول إنه “كلما كان سقوط تنظيم داعش سريعاً كان الاحتمال أكبر لنشوب الخلافات بين القوى المشاركة في العمليات العسكرية على التصور السياسي للمرحلة القادمة مع غياب خطة وتصور متفق عليه، مما قد يفضي إلى عراق مقسم على أساس إثني وطائفي”.
وكتب خيرالله خيرالله في صحيفة الرأي الكويتية قائلا “تعطي معركة الفلّوجة فكرة عن الهدف الإيراني في العراق. مطلوب أن يكون البلد في حال ضعف مستمرّة وفي حروب داخلية لا نهاية لها. مطلوب بكل صراحة استنزاف العراق واستخدام موارده في خدمة إيران. من هذا المنطلق، لا يمكن توقّع نهاية قريبة لمعركة الفلّوجة التي كشفت أنه ممنوع إعادة تشكيل الجيش العراقي”.
المصدر: وكالات