قال المتحدث باسم جيش جنوب السودان إن الجيش يتقدم نحو مدينة بور التي يسيطر عليها المتمردون اليوم الخميس في الوقت الذي يجتمع فيه الجانبان في اثيوبيا لإجراء محادثات سلام بهدف إنهاء أعمال العنف التي استمرت ثلاثة أسابيع ودفعت البلاد نحو حرب أهلية.
واتفق الجانبان مبدئيا على وقف إطلاق النار ولكن لم يشر أي منهما إلى موعد وقف القتال الذي أدى الى مقتل أكثر من ألف شخص ونزوح نحو 200 ألف آخرين.
وأعلن رئيس جنوب السودان ميارديت سلفا كير حالة الطوارئ أمس الأربعاء في ولايتي الوحدة وجونقلي التي سقطت عاصمتها بور يوم الثلاثاء في أيدي ميليشيا موالية لريك مشار النائب السابق للرئيس.
وتتصاعد الضغوط الدولية للتوصل إلى اتفاق. وحذرت الدول المجاورة التي تتوسط بين طرفي الصراع من أن يؤدي استمرار القتال إلى فشل المحادثات.
وقال فيليب أقوير المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان “المتمردون يتحركون إلى الجنوب من بور والجيش الشعبي لتحرير السودان يتحرك باتجاه بور.”
وتقع بور على مسافة 190 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة جوبا. ويقول محللون إن السيطرة على بور تمنح المتمردين قاعدة قريبة نسبيا من جوبا مما يعزز موقفهم في المفاوضات.
ورفض أقوير تحديد عدد القوات الحكومية التي تتحرك باتجاه بور التي ارتكبت فيها ميليشيات من قبيلة النوير مذبحة بحق أبناء قبيلة الدنكا عام 1991. وقدر أقوير عدد المتمردين في بور بما يتراوح بين أربعة آلاف وسبعة آلاف متمرد.
وقال أقوير إن قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان تعيد تنظيم صفوفها أيضا لاستعادة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة في شمال البلاد.
وذكر وسطاء أن محادثات السلام في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا تهدف إلى التركيز على إيجاد سبل لتنفيذ وقف إطلاق النار ومراقبته.
وقال مسؤول اثيوبي “نصف الوفد الحكومي فقط حاضر هنا. والباقي سيصل هذا المساء.”
ومن المقرر أن يلتقي كل جانب مع سيوم مسفين أحد الوسيطين اللذين عينتهما الهيئة الحكومية للتنمية (ايجاد) لدول شرق افريقيا.
وأضاف المسؤول الاثيوبي “بعد ذلك نأمل أن يمضيا (الجانبان) قدما في إجراء محادثات مباشرة.”
اندلعت الاشتباكات في جنوب السودان يوم 15 ديسمبر وسرعان ما امتدت إلى نصف الولايات العشر في البلاد مما أدى إلى اضطراب أسواق النفط وأثار مخاوف من اتساع نطاق الصراع في منطقة مضطربة بالفعل.
ويتهم كير غريمه السياسي مشار الذي أقاله في يوليو تموز ببدء القتال سعيا للاستيلاء على السلطة. ونفى مشار الاتهام لكنه لجأ إلى الأدغال وأقر بقيادته الجنود الذين يقاتلون الحكومة.
المصدر: رويتزر