أكدت صحيفة الشرق القطرية في افتتاحيتها الخميس أن العراق لم يشهد خلال السنوات الأخيرة حراكاً يصطدم بحكومة نوري المالكي كالذي شهدته قبل أيام من عشائر الأنبار مضيفة أن الطريقة التي تعاملت بها قوات الأمن مع اعتصام العشائر ومحاولة فضه بالقوة تضع حكومة المالكي على حافة الانهيار.
وذكرت الشرق أن الحكومة لم تفلح من قبل في احتواء الأزمات المتافقمة يوماً بعد يوم، ولم تقم حتى بدورها في حفظ أمن الشارع العراقي الذي نزف دماً في أكبر سلسلة تفجيرات تعرض لها خلال عام، لم ينزفه منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003.
وقالت الصحيفة (إن الكثير من المحللين السياسيين العراقيين يتوقعون أن تشهد الساعات القادمة موقفاً أكثر حزماً في العملية السياسية، إذ يجمعون على أن حكومة المالكي بدأت تفقد شرعيتها في ظل تغليب لغة الدم والعنف وتصفية الشركاء بدوافع طائفية).
وأوضحت الصحيفة أن خصوم المالكي يرون أن مواجهة المظاهرات السلمية بالحديد والنار واتباع نهج العقاب الجماعي لسكان الانبار وديالى ونينوى، ينعكس سلباً على مستقبل البلاد ويعتبرون أن المكاسب الانتخابية الوقتية التي قد جناها لن تستمر طويلا،ً لأنها بنيت على أشلاء وجثث الأبرياء.
ولفتت إلى أن الفرصة لا تزال مواتية للعقلاء لوقف الحرب والاقتتال، وعلى رأسهم المؤسسة التشريعية (مجلس النواب) الذي عليه أن يمارس دوره المطلوب وأن ينحاز للحق لا للمنصب .
وأوضحت أن انتفاضة العشائر في وجه المالكي ليست الأولى وعلى ما يبدو أنها لن تكون الأخيرة، فحماية الديمقراطية وآليات تأسيس الشرعية باتت أحد مكونات الثقافة السياسية لدى العراقيين، وبخاصة منهم رجال العشائر، والمواجهة بين الطرفين بدأت ولن تنتهي إلا بتحقيق دولة العدالة وترسيخ المساواة بين كافة المواطنين بغض النظر عن مذهبهم.