ذكر زوار رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن المعلومات المتوفرة لديه تفيد بأن الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الوزراء المكلف تمام سلام قد يقدمان على إعلان مراسيم تشكيل الحكومة في 7 أو 8 من شهر يناير الجاري .. محذرا من أن الهدف من هذه الحكومة هو عزل حزب الله.
ونقلت صحيفة (الحياة) اللندنية – في عددها الصادر اليوم – عن زوار بري قوله (إنه إذا جاءت هذه الحكومة، كما يقولون، من الحياديين وغير الحزبيين وغير ذلك من التصنيفات، فإن هدفها ونتيجتها العملية ستكون استبعاد حزب الله عن الحكومة ولا شيء آخر) .. وأكد بري أن كتلة حركة أمل برئاسته وكتلة الزعيم الدزري وليد جنبلاط لن تمنح الثقة لهذه الحكومة.
وتجنب بري الإجابة بشكل واضح حول احتمال قيام 8 آذار بإسقاط الحكومة عبر الشارع حينما سئل عما إذا كانت حركة (أمل) و (حزب الله) سيطلبان من الوزراء الشيعة المعينين في الحكومة الجديدة الاستقالة وأن إسقاطها سيتم بالشارع، يرد: من قال ذلك؟ وحين يأتيه الجواب بأن الصحف تردد هذا الاحتمال يكرر السؤال: (من الذي قال ذلك من قوى 8 آذار؟ لم يقل أحد ذلك).
وقال (على كل حال أنا أقول لكم إن مراسيم هذه الحكومة ستصدر كما يقال في 7 أو 8 يناير الجاري ثم ستأخذ وقتا من أجل أن تضع بيانها الوزاري وتنزل إلى البرلمان ضمن مهلة شهر لمناقشته وللتصويت على الثقة في البرلمان. وهى ستسقط ولن تنال الثقة فأنا وكتلة النائب جنبلاط لن نمنحها الثقة).
وتساءل بري أمام زواره: (هل يعقل القبول بذلك؟ لقد وقفنا في حركة أمل مع الإمام المغيب موسى الصدر في عام 1975 ضد عزل حزب الكتائب. فهل يعقل أن نقف مع عزل من يقاوم إسرائيل الآن؟).
ورأى بري، حسبما ينقل عنه زواره، أن المعنيين بتشكيل الحكومة يفوتون فرصة التوافق عندما يلجأون إلى مثل هذه الحكومة، قائلا (فنحن أوجدنا لهم المخرج مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر صيغة 9+9+6، والتي هى الصيغة الأفضل لقوى 14 آذار، لأنها تعطيهم الثلث المعطّل، فضلا عن أن لديهم مع حصة رئيس الحكومة والوسطيين الأكثرية زائدة واحد وهم سيحتاجون إلى أكثرية الثلثين فقط في شأن مواضيع معينة تتطلب التوافق مع الفريق الآخر، من نوع تعيين قائد للجيش أو التعيينات في الفئة الأولى .. مشيرا إلى أن معظم المناصب الشاغرة في الفئة الأولى أكثريتها في مناصب تعود إلى الشيعة حيث هناك شواغر في الإدارات والتي بمعظمها تتم إدارتها بالتكليف.
وردا على سؤال بأن هناك نية لعدم إيصال الحكومة إلى البرلمان، يرد بالقول: (أنا أتكلم دستوريا بصرف النظر عن المواقف السياسية، وبعد أن تسقط، في أوائل شهر فبراير سنعود إلى تكليف شخصية أخرى ويطلب إليها تصريف الأعمال).
وأضاف (ماذا نكون فعلنا في هذه الحال في وقت يكون بقى لديها شهر و10 أيام قبل أن يدخل البرلمان في 25 آذار (مارس) في مرحلة الانتخابات الرئاسية؟ ماذا تستطيع أن تفعل حكومة كهذه في شهر و10 أيام في نهاية عهد رئاسي؟.
ونقل زوار بري عنه أن (الأسوأ في مثل هذه الحكومة أنها ستزيد شقة الخلاف )، معربا عن الأمل في التوصل إلى توافق على الحكومة الجديدة وفق الصيغة التي طرحها فريق 8 آذار، وأن تقوم أجواء تسهل التوافق على الاستحقاق الرئاسي .. ويردد بري ما سبق أن أعلنه من أنه يعتقد بأن قيام حكومة من دون توافق )سيشكل عائقا يؤدي إلى تعقيد الوضع في شأن الاستحقاق الرئاسي في شكل يحول دون حصول توافق على الرئيس الجديد وعلى انتخابه، ولو أن هناك أجواء توافق لكان سهلا علينا أن نؤمن نصاب الثلثين في جلسة انتخاب الرئيس ولينتخب من له الحظ الأوفر.
ويكرر بري القول إن (المشكلة ستكون أن هذه الحكومة التي يتحدثون عنها بعد أن تحجب عنها الثقة، وفي الوقت الذي ستجرى استشارات لتسمية رئيس مكلف يعود فيجري اتصالات لتأليف حكومة بديلة، فإن الحكومة التي حجبت عنها الثقة لن تكون صالحة لتولي صلاحيات رئاسة الجمهورية في حال لم يتم انتخاب الرئيس الجديد، فالدستور واضح في هذا المجال، لأنه ينص على (عدم ممارستها صلاحياتها قبل نيلها الثقة إلا بالمعنى الضيق لتصريف الأعمال).
وهذا مأزق إضافي، ففور صدور مراسيمها تصبح الحكومة الحالية المستقيلة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي غير موجودة .. وشدد بري على رفضه لأي اجتهاد يقول إن الحكومة التي تكون الثقة حجبت عنها تستطيع تولي سلطات الرئاسة إذا شغر المنصب في 25 مايو المقبل.
ونقل زوار بري عنه تأكيده أن ما يعتبره استبعادا لـحزب الله عن الحكومة هو نتيجة للتباعد الإيراني- السعودي، وأنه أكد على الدوام الحاجة إلى حوار بين طهران والرياض ويروي كيف أن زيارته إلى طهران قبل نحو شهر هدفت إلى الدعوة للحوار بين البلدين، ولقى استعدادا إيجابيا لدى القيادة الإيرانية من رأس الهرم، أي من مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي وصولا إلى وزير الخارجية محمد جواد ظريف وأنه عاد من زيارته هذه متفائلاً.
ويقول زوار بري: (هو كان ينتظر أن يحصل هذا الحوار ويكرر نفيه أنه كان ينوي زيارة السعودية لهذا الغرض لأني أعرف حجمي فهذا الحوار أكبر منا نحن ويتناول العراق واليمن والبحرين وسوريا ولبنان). لكن يبدو أن الجانب السعودي لم يبد تجاوبا لأسباب تتعلق بقلقه من الاتفاق الإيراني الغربي حول ملف إيران النووي.
وحين قيل له إن الجانب السعودي يسأل: كيف تريد طهران تحسين العلاقة معنا ورجلها في لبنان (الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله) يتهمها بتفجير سفارتها؟، قال بري لزواره: إيران اتهمت إسرائيل ولم تتهم السعودية. فهل حين يتحاور المرء مع النبع يتوقف عند موقف نصرالله؟ فهو يهاجم السعودية لأنها تهاجمه لتدخل الحزب في سوريا. وما يجري بينهما يأتي في هذا السياق. الحوار مع طهران له بعد آخر أكثر أهمية، خصوصا أن قيادتها مستعدة للتجاوب، والسفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي عاد فأكد الحرص على أفضل العلاقات مع السعودية.