نشرت صحيفة “التليجراف” البريطانية، تقريراً موسعاً عن حاجة الميليشيات الليبية – خاصة فى مصراتة – للسلاح، وضرورة أن يسارع الغرب برفع حظر السلاح عن ليبيا لتصل الأسلحة إلى هؤلاء بحجة محاربتهم تنظيم “داعش”.
وتضمن التقرير قصصا مؤثرة لمن تصفهم الصحيفة بأنهم “قادة قتال” ضد “داعش”، وهم يعانون ضربات التنظيم المتشدد.
ومعروف أن “التليجراف” هى صوت المحافظين فى بريطانيا، والحكومة الحالية هى حكومة محافظين.
ويصور التقرير وحشية هجمات “داعش” ودمويتها، وحصدها لأرواح مسلحي الميليشيات، وكان آخرها هجوم مدرعة مفخخة على الميليشيات الذي قتل به 26 شخصا.
كما يظهر “إصرار” الميليشيات المتحالفة مع حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج، على هزيمة “داعش”، لكن “بعد الحصول على صواريخ مضادة للدبابات لقصف تلك الشاحنات المفخخة”.
لكن التقرير لم يشر إلى حقيقة أن مدينة سرت، التي تعد قاعدة “داعش” فى ليبيا، كانت تحت سيطرة ميليشيات مصراتة التى دمرتها زرعاً وحجراً بعد سقوط نظام القذافى وقبل أن يظهر فيها “داعش”.
وتلك المليشيات هى جزء من تجمع “فجر ليبيا” المصنف تنظيماً إرهابياً من جهات عدة، وكان السند العسكرى لسيطرة المنقلبين على الشرعية على العاصمة طرابلس وأصبح بعضهم فى تشكيلة الحكم التى أقرتها الأمم المتحدة ضمن اتفاق الصخيرات.
ويرى الباحث الليبي نعمان بن عثمان مدير معهد “كويليام” للدراسات في لندن، أن الصحف الغربية المحافظة المؤيدة لحكوماتها، ومنها “التليجراف” جزء من الأجندة الغربية بخصوص ليبيا، التى وصفها بـ”الأمنية”.
وأضاف: “المجتمع الدولي وافق على ما يسمى حكومة الوفاق وأعطاها هذه الشرعية، وفورا تحدثوا عن خلق قوة عسكرية موازية للجيش الليبي هي الحرس الرئاسي، ووضع التصورات عن كيفية التعامل مع أزمة داعش في سرت وما حولها”.
واعتبر أن “صحيفة التليجراف المحافظة مؤيدة لسياسة الحكومة البريطانية”، فى إشارة إلى أنها تروج لفكرة تسليح الحرس الرئاسى المكون من الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق.
لكن بن عثمان يعتقد أن “الحرس الرئاسى فكرة لن تنجح لأنها تجمع بين ميليشيات ذات مصالح مختلفة أيديولوجيا”.