دعت صحيفة “الرياض” السعودية الجميع إلى دعم مصر وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب ، مؤكدة أن مصر واستقرارها يجب أن يكون فوق أي أجندات ضيقة .
وقالت في افتتاحيتها- اليوم الجمعة- بعنوان “مصر وصراع الأجندات الضيقة” ، إن الوطن العربي يئن اليوم تحت تحديات لا يخفى عنا ما هي وما طبيعتها ، بعض تلك التحديات تضغط باتجاه تغييرات وجودية لدول هي ركيزة في وطننا العربي ، وتداعي تلك الدول وانهيارها لا محالة مؤثر على باقي دول المنطقة ومنها دول الخليج، يدرك ذلك كل العرب دولا وشعوبا، فاللحظة التي نمر بها ليست لحظة تنافس سياسي يمكن أن تهضمها المنطقة وتتعامل معها ، بل نحن في لحظة إمعان في تعميق التأزم العربي إلى ما لا نهاية ، يدفع بذلك أيد في الداخل والخارج على حد سواء.
وأضافت أن مصر إحدى الدول الركيزة في الوطن العربي وما فتئت تسعى لاستنهاض قواها بعد ثورتين في عامين وقالت فمصر أكبر من أي تيار سواء من الإخوان المسلمين أو غيرهم ، فالمهم هو نهضة مصر واستقرارها وتفعيل دورها وأخذها لمكانها ومكانتها ، ولا نرى نحن أن فائدة قد نرجوها في المنطقة بأن تصاب مصر بوعكة أو مرض قد يعيقها عن ممارسة دورها وتابعت “ولنا أن نتخيل حجم التأذي الإقليمي والدولي من ضعف مصر فقط”.
وأكدت الصحيفة أن القاهرة لديها دور تقوم به ويجب دعمها من الدول الغربية قبل دول الخليج ، لا سيما في مكافحة الإرهاب الذي يمتد اليوم بشكل خطير في الشمال الأفريقي ، وسيمتد إلى السواحل الأوروبية قريبا ، إن لم يتم معالجته في إطار التعاون المشترك ، وأول خطوة هو دعم استقرار مصر ومنحها الفرصة والكف عن التأليب وحشد الشارع واستغلال الحوادث، فلذلك مآلات خطيرة لا يمكن قبولها أو تحملها.
وقالت إن مصر واستقرارها يجب أن يكون فوق أي أجندات ضيقة ، فهي أكبر من شخص أو حزب أو جماعة ، وإن من الضروري أن نتنبه إلى فلسفة القوى الكبرى ، ورأيها في الدور المستقبلي للدول العربية في المنطقة، ورغبتها استحضار نماذج قد تتوأم مع المبادئ والمصالح الغربية ، وهذا يجب أن يجعلنا متيقظين في دول الخليج بألا نستخدم على كل المستويات، ومن دون أن نشعر لتنفيذ هذه الغايات والمبادئ، التي ستضر بمصالح بعضنا البعض، فللمملكة اليوم مصالح مباشرة متنوعة في مصر، وضرر القاهرة سيترتب عليه ضرر الرياض كعمق استراتيجي خليجي، وسيمتد هذا الضرر للعواصم الخليجية دون استثناء، لنكتشف بعد ذلك حجم الخسارة الفادحة التي لن تعوض.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )