بعد أن عاشت المكلا تحت وقع سطوة تنظيم القاعدة لبرهة من الزمن، يأمل سكان مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، مع بسط الشرعية في المدينة أن ينعموا بما افتقدوه منذ بدء الأزمة في البلاد من حياة بعيدة عن ويلات الحرب والتشدد الديني الذي طالهم في الفترة الماضية.
فأهل المكلا اليوم، يودعون حقبة سوداء مرت بهم، ويأملون أن يعم ذلك مناطق أخرى في اليمن لا تزال ترزح تحت سطوة الإرهاب، إذ لم يعد يخفى على أحد استخدام جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح لورقة القاعدة لبث الفوضى في البلاد وإطالة أمد الأزمة.
فالمكلا، لن تكون المحطة الأخيرة للقوات اليمنية والتحالف العربي، العازمة على اجتثاث الإرهاب من أرض اليمن بشقيه من إرهاب داعش والقاعدة وإرهاب المتمردين الحوثيين وأعوانهم.
ويروي شهود عيان أن السكان في المكلا على مدى عام من سيطرة تنظيم القاعدة عانوا من التضييق على حرياتهم، وتعرضوا لأبشع وسائل التنكيل من التنظيم المتشدد، الذي قام بتطبيق عدد من الأحكام بحق المدنيين.
وأضافوا أن المدينة على الرغم من أنها لم تشهد معارك، إلا أن التنظيم منع حفلات الزفاف وحظر الأغاني وقيد الحريات، لافتا إلى أن السكان باتوا يتنفسون الحرية بعد طرد عناصر التنظيم من المدينة، في حين عاد الموظفون إلى عملهم والطلاب إلى مدارسهم.
وبدأت السلطات الشرعية في المدينة في تشغيل المقرات الحكومية من جديد، بعد أن استعمرها تنظيم القاعدة وحولها لمقرات خاصة وسجون لمعارضيه، فيما عادت الحياة في المدينة بعد 5 أيام من تطهيرها.
وتقول إحدى الناشطات بالمكلا، وردة النقيب، “إنها كإمرأه عانت خلال نزولها للسوق من التضييق الذي مارسه التنظيم المتشدد بحقها من خلال مطالبتها باصطحاب محرم”.
وطالبت الناشطة الحكومة الشرعية “بضرورة تطبيق قانون يحمي لها حقوقها بعد أن عانت عاما كاملا من تنظيم القاعدة”.
وعن مطار الريان بالمكلا، تحدث مدير تشغيل المطار، أنيس عبدالقادر، قائلا إن العمل جاري على إعادة تشغيل المطار بمساعدة الإمارات، وأن حركة الطيران التجارية تقترب من العودة بعد أن هبطت أول طائرة إغاثية إماراتية.
أما ميناء المكلا فقد استقبل 12 باخرة خشبية، في حين أن 10 سفن تنتظر الإذن بالدخول.
ويقول محافظ حضرموت، اللواء أحمد سعيد بن بريك، إن “السلطة المحلية تسعى لتعديل الأوضاع السيئة المتراكمة خلال الفترة الماضية في أسرع وقت ممكن”، مشيرا إلى أنه قد تم الترتيب مع التحالف العربي ووسائل الإغاثة والتعليم والصحة والكهرباء لدفع عجلة التنمية وتعديل الأوضاع بالمدينة.
المكلا في الأمس
وكان التنظيم المتشدد قد استغل فوضى الحرب ليحقق عائدات تقدر بمليوني دولار يوميا من ضرائب ميناء المكلا، ومن تهريب الوقود، في المدينة التي يقطنها نحو 500 ألف شخص، بعد أن سيطر على المدينة في أبريل 2015.
وقام التنظيم أيضا بنهب بنك المكلا المركزي واستولى على مخزون السلاح التابع لقوات صالح بعد أن انسحبت تلك القوات منه بصورة غامضة، كما أطلق التنظيم سراح المئات من عناصره كانوا في سجن المدينة.
يذكر أن تنظيم القاعدة يقوم حتى الآن بشن هجمات وتفجيرات وعمليات اغتيال ضد الحكومة الشرعية والمقاومة الشعبية في عدن، بينما لم يقم التنظيم بأي هجوم ضد الحوثيين عندما سيطروا على البلاد.
المصدر: وكالات