صرح رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار الدكتور سعيد حلمي- اليوم الإثنين- بأن اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية أصدرت قرارا فى اجتماعها الأخير، بتسجيل كوبرى قصر النيل وأسوده الأربعة بوسط القاهرة ضمن تعداد الأثار الإسلامية والقبطية واعتبارها مزارات سياحية لاهميتها التاريخية العريقة.
وأشار حلمي إلى أنه سيتم من خلال إدارة الوعى الأثري بوزارة الآثار البدء فى توعية المواطنين بقيمة الأثر والحفاظ عليه من خلال التعاون مع عدد من الوزارات والجهات المعنية.
من جانبه، أكد الأثرى سامح الزهار المتخصص فى الآثار الإسلامية والقبطية أن تسجيل كوبري قصر النيل والأربعة تماثيل التي تجسد أسودا من البرونز يعد قرارا جيدا حيث يفتح الباب لتسجيل المزيد من الآثار فى سجلات الوزارة.
وأشار الزهار إلى أنه بعد هذا القرار سوف يخضع كوبري قصر النيل وأسوده الأربعة إلى قانون حماية الآثار، ومن ثم سوف يكون لهم الحق في الترميم الدقيق والمتابعة الدائمة والفنية، وسوف يكلف إحدى لجان تفتيش الآثار بمتابعتها، كما سيتم تأمينها بالمشاركة مع وزارة الآثار، مؤكدا أنه سينطبق عليها ما ينطبق على كافة المواقع الآثرية من لوائح التصوير وإزلة التعديات.
وأوضح أنه تجب التفرقة أثناء التسجيل بين ما هو مهم وما هو عاجل، فهناك آثار من المهم تسجيلها، لكن إذا تأخر التسجيل بعض الوقت لا يضر بها وهناك آثار يجب تسجيلها بشكل عاجل لأن كل يوم يمر يخضعها تحت إشراف وزارة الآثار لاتخاذ التدابير اللازمة حيال أثريتها يفقدها الكثير من حيويتها مما يؤدي إلى سوء حالها شيئاً فشيئاً، مشيرا إلى أن هناك بنايات عديدة وقيمة ذات طراز معماري لا مثيل له على مستوى العالم تزخر بها القاهرة الخديوية وعلى وزارة الآثار أن تقيم لها مشروعاً على غرار القاهرة التاريخية، لتطويرها والحفاظ عليها باستمرار.
ويعد كوبري “قصر النيل” أول كوبري أنشئ فى مصر للعبور على النيل، وبدأ العمل فى إنشائه عام 1869 فى عهد الخديو إسماعيل حيث أصدر أمرا إلى نظارة الأشغال عام 1865 أثناء بناء سراى الجزيرة بإقامة كوبرى يصل بين القاهرة والجزيرة بتكلفة 113 ألفا و850 جنيها مصريا، وقامت شركة فرنسية ببنائه، ليكتمل بناؤه فى منتصف عام 1871 بطول بلغ 406م.
وبشأن أسود قصر النيل، فيرجع تاريخها عندما كلف الخديو إسماعيل، شريف باشا ناظر الداخلية فى أبريل 1871 بالاتصال بالخواجة جاكمار لعمل 4 تماثيل الذى اقترح بدوره أن تكون تلك التماثيل متوسطة الحجم وكلف لجنة من المثال أوجين جليوم والمصور جان ليون لتتولى مهمة الإشراف على صناعة التماثيل، وخصص مبلغ 198 ألف فرنك للإنفاق على المشروع، وتم تصنيعها من البرونز فى فرنسا ونقلت إلى الإسكندرية ومنها إلى موضعها الحالي على مدخلي كوبري قصر النيل، وبعدها التصق اسم “أبو السباع” بالخديو إسماعيل كنية لكل من يحمل هذا الاسم.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )