قالت صحيفة “جلوب أند ميل”، إن محاولات الجيش المصري لترسيخ سلطته ليست مفاجأة لأي شخص شاهد الربيع العربي وهو يضمحل في البلاد على مدار الثلاث سنوات السابقة.
وزعمت الصحيفة الكندية، عبر موقعها الإلكتروني أمس، أنه منذ استيلاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي على السلطة من الرئيس السابق محمد مرسي تم سحق براعم الديمقراطية في البلاد، حسب قولها.
ورأت الصحيفة أنه حتى هؤلاء الذين يفضلون استقرار النظام الحالي عن العيش تحت حكم مرسي، قد يكونوا مفزوعين من التدابير التي اتخذتها السلطات الحالية في الأسابيع الأخيرة، مشيرة إلى أن النظام يحكم مثل المستبدين التي أطاحت بهم الثورة وأن مصر تتحول بسرعة إلى دولة أمنية تسجن الصحفيين، وتمنع تنظيم التظاهرات وتحظر المعارضة.
وقالت الصحيفة أن الخطوة الأكثر شرا التي اتخذتها الحكومة المؤقتة لقمع المعارضة هي إعلان الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.
وأوضحت الصحيفة أنه بهذا الإعلان فإن الحكومة تضفي الطابع الرسمي على الوضع الراهن منوهة إلى أن هذا التطبيق الجديد لا يعني اختلافا كبيرا أو معضلة للجماعة التي حظرت سابقا وقاومت القضاء عليها.
ورأت الصحيفة أن هذا القانون يخدم تعزيز التوترات بين الحكام العسكريين وملايين المصريين المؤيدين للجماعة منوهة إلى أن هذه هي المنظمة التي لها جذور عميقة في المجتمع المصري، وتوفر التوعية الخيرية، والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات للملايين.
ونوهت الصحيفة إلى أن قائمة أعداء المجلس العسكري تنمو خارج المعارضة الإسلامية حيث حكم على ثلاثة من النشطاء الشباب القياديين بثورة يناير 2011 بالسجن ثلاث سنوات لكسر قانون التظاهر بالإضافة إلى اعتقال أربعة صحفيين من قناة الجزيرة الإخبارية الإنجليزية بتهمة نشر أخبار كاذبة تضر بالأمن القومي.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحداث الأسبوعين الأخيرين تثير الغضب لأنها أظهرت زيادة تغاضي الحكام المدعومين من الجيش عن المثل الديمقراطية للربيع العربي.
وذكرت الصحيفة أن مصر قد تنحرف عن خارطة الطريق المعلنة بعد إعلان الرئيس عدلي منصور أن الانتخابات الرئاسية قد تعقد قبل البرلمانية وهو ما يمكن الرئيس المقبل من السيطرة على شاكلة البرلمان.
وتساءلت الصحيفة “هل من الممكن أن يكون هناك إجراء انتخابات حرة ونزيهة في ظل تكميم أفواه الصحافة وحظر المعارضة؟”.
واختتمت الصحيفة بقولها إن الأمور في مصر تسير من السيئ إلى أسوأ، وليس هناك مبرر للاعتقاد بأن النظام العسكري يسمح بالتغيير نحو الأفضل بعد التصويت، حسب قولها.
المصدر: وكالات