فرارا من الفقر، أو دفاعا عن مجتمعاتهم، أو شعورا بالرغبة في الانتقام، هناك المئات من الأطفال المستخدمين كجنود في النزاعات المسلحة، سواء أكان ذلك إجباريا أو اختياريا، حيث أكدت تقارير رسمية للمثل الخاص للأمم المتحدة المعني بالأطفال ونزع السلاح أن العديد من هؤلاء الأطفال مختطفون وقد تعرضوا للضرب لإخضاعهم.
بث التلفزيون الرسمي الإيراني فيديو يحمل اسم “شهداء لحماية الأضرحة المقدسة”، يشجع الأطفال على المشاركة في الحرب بسوريا للدفاع عن حليفتها بشار الأسد، وكذلك القتال في العراق لحماية الأضرحة.
ويظهر الفيديو أطفالا إيرانيين، يتعهدون ببذل أرواحهم فداء لمرشد إيران علي خامنئي وبحمل السلاح لـ “تحرير سوريا والعراق”.
ويحظر القانون الدولي تجنيد واستخدام الأطفال دون الخامسة عشرة، للعمل بوصفهم جنوداً، كما يتم تعريفه بوصفه جريمة حرب من جانب المحكمة الجنائية الدولية، كما يعلن قانون حقوق الإنسان سن الثامنة عشرة بوصفها الحد القانوني الأدنى للعمر بالنسبة للتجنيد ولاستخدام الأطفال في الأعمال الحربية، وتضاف أطراف النزاع التي تجنِّد وتستخدِم الأطفال بواسطة الأمين العام في قائمة العار التي يصدرها سنويا.
إيران ليست الدولة الأولى التي توجهت نحو تجنيد الأطفال، فالأزمة ظلت مستمرة من الحرب العالمية الأولى في عدة دول عربية وأفريقية وأوروبية أيضا.
قدرت منظمات دولية عدد الأطفال المجندين، لدى الحوثيين، ممن تتراوح أعمارهم بين ستة أعوام وسبعة عشر عاما، بنحو خمسة آلاف طفل، تقرير لمنظمة سياج اليمنية الحقوقية، إن نسبة تجنيد هذه الفئة، بين صفوف الحوثيين، ناهزت خمسين في المئة.
وتقول منظمة سياج المعنية بحماية الأطفال في اليمن إن الأطفال يشاركون في القتال بعد إقناعهم بأن ذلك جهاد، أو بسبب فقدان مصدر الرزق لكثير ممن الأسر مما يدفع الأطفال للتجنيد.
وذكر تقرير لصحيفة ديلي ميل البريطانية أن الحوثيين مثل غيرهم من الجماعات المقاتلة في اليمن، لديهم تاريخ في تجنيد الأطفال ممن لا تتجاوز أعمارهم العشرة أعوام. ولأن المجتمع اليمني متجذر في الثقافة القبلية، فمن الطبيعي مشاهدة الأطفال وهم يحملون السلاح.
تتركز النسبة الأعلى لتجنيد الأطفال في الدول الأفريقية، ومع تجدد الأزمات والحروب الاهلية في السودان، يرتفع عدد الأطفال الذين يتم تجنيدهم فضلا عن أعداد هائلة من المختطفين، وفق ما ذكرت المنظمات الحقوقية، حيث أكدت منظمة اليونيسف أن الجماعات المسلحة بما فيها القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها، فضلاً عن مجموعة من قوات المعارضة استخدمت أكثر من 12 ألف طفل وأن عمليات التجنيد ما زالت مستمرة.
واتخذت الأمم المتحدة العديد من الإجراءات لتسليم لإجبار الجماعات المسلحة على تسليم الأطفال الذين تم تجنيدهم، وتمكنت بالفعل من استعادة عدد منهم.
ووفق تقارير تم تداولها خلال الفترة الأخيرة، فإن اتهامات وجهت إلى شركات أمنية بريطانية تعمل في العراق تعتمد بشكل أساسي على استجلاب أطفال من أفريقيا باعتبارهم ذوي تكلفة أقل بالنسبة للعاملين لديها من البريطانيين.
وأشارت التقاير إلى أن سيراليون الأفريقية هي المصدر الأول لهذه الشركات، حيث تعاني المدينة الأفريقية من ارتفاع شديد في معدلات البطالة.
اعتمد تنظيم داعش الإرهابي على الأطفال والزج بهم في معاركهم سواء لاتخاذهم دروعا لحمايتهم أو تعويضا لخسائرهم البشرية، وعدم قدرتهم على جذب مقاتلين جدد.
تتداول الحسابات التابعة للتنظيم الإرهابي مقاطع فيديو، لأطفال يرتكبون أعمال القتل في سوريا والعراق على طريقة التنظيم.
المصدر: وكالات