في خطوة اعتبرت انتهاكا صارخا لاتفاق دولي أبرم قبل شهرين برعاية كل من الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة للمعارضة، وروسيا الداعمة لنظام بشار الأسد، فالوضع في حلب غير إنساني خلال اليومين الماضيين، وفي إطار سلسلة من الغارات الجوية، التي شنها النظام السوري على مواقع المعارضة في حلب، تضمنت مستشفى القدس المحاطة بالمناطق السكنية، ما أودى بحياة العديد من الأطفال والمرضى والأطباء.
وعلى الرغم من الانتهاك المستمر من جانب قوات النظام للاتفاق الدولي، بالتزامن مع الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف، ما دفع وفد المعارضة للانسحاب، إلا أن ذلك الانتهاك بلغ أشده منذ مساء الأربعاء الماضي، حيث بلغ عدد القتلى من المدنيين في مدينة حلب إلى 200 قتيل خلال أسبوع بالتزامن مع إعلان الحكومة السورية “انطلاق عملية تحرير حلب لطرد المسلحين عبر محاصرتها وإنشاء منطقة آمنة”.
يأتي ذلك وسط تنديدات أممية بالوضع الكارثي التي آلت إليه الدولة السورية، فيما دعت أمريكا روسيا إلى استخدام نفوذها للضغط على الحكومة السورية لوقف الهجمات، فيما نفت الأخيرة أية صلة لها بتلك بالغارات على مستشفى حلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن حلب تشهد منذ فجر اليوم، الجمعة، هدوءا حذرا، بعد 7 أيام متواصلة من القصف بالطائرات الحربية وقصف قوات النظام على مناطق سيطرة الفصائل بالمدينة، بالإضافة لاستهداف الفصائل بشكل مكثف لمناطق سيطرة قوات النظام في الأحياء الغربية من المدينة، والتي أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى والمفقودين، وأضرار مادية ودمار في ممتلكات مواطنين.
وللمرة الأولى منذ قيام الثورة السورية، تم الإعلان عن تعليق صلاة الجمعة اليوم بالمدينة السورية، وسط مخاوف من استهداف تجمعات المواطنين في أثناء الصلاة.
وقال المجلس الشرعي بحلب، في بيان: “نظرا للحملة الدموية الأفظع التي يشنها أعداء الإنسانية والدين بمدينة حلب وريفها، ممثلة بقصف النظام السوري والروسي للتجمعات المدنية (الأسواق والمدارس والمشافي والمساجد) بكافة الأسلحة والأوقات، وبتأييد وصمت غربي تام، ونظراً لخطر ذلك على المصلين المجتمعين في مكان وزمان واحد، فإن المجلس الشرعي يوصي ولأول مرة القائمين على المساجد بتعليق فريضة صلاة الجمعة غداً، وإقامة صلاة الظهر عوضاً عنها”.
واعتبر مراقبون أن القصف المتعمد للمدنين في سوريا من شأنه أن يطيح بالمفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة وقطعت فيها شوطا كبيرا باتفاق طرفي الحكومة والمعارضة على ضرورة أن تكون هناك حكومة انتقالية مع وجود خلافات حول ملامح هذه الحكومة، وفق ما أكد المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي مستورا.
من جانبه، ندد كبير المفاوضين، محمد علوش، بالغارات الحكومية، مؤكدا أن “التطورات العنيفة التي شهدتها سوريا مؤخرا لا تفضي إلى أي عملية سياسية”.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أن 27 شخصا قتلوا في الغارات، التي استهدفت المشفى، فيما قتل 20 آخرون في غارات منفصلة.
كشف مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة بجنيف ألكسي بورودافكين، أن الجيش السوري بدعم من سلاح الجو الروسي يخطط للهجوم باتجاه دير الزور والرقة، مذكرا بأن اتفاق وقف الأعمال القتالية لا يشمل تنظيمي داعش وجبهة النصرة وغيرهما من المجموعات الإرهابية، كما ينص قرار مجلس الأمن الدولي على ضرورة محاربة المتطرفين.
ولفت الدبلوماسي الروسي إلى أن “القوات المسلحة السورية تعمل بدعم من القوات الجوية الروسية، وهو التعاون الذي نتج عنه تحرير تدمر، والآن يجرى الإعداد لعمليات هجومية لاحقة باتجاه دير الزور والرقة في الوقت الذي تشهد في الرقة وأماكن أخرى معارك أيضا”.
المصدر: وكالات