زيارة عاهل البحرين لمصر تتوج زيارات أبريل رفيعة المستوى وتعكس العلاقات التاريخية الثنائية
تمثل زيارة عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة لمصر التي بدأها اليوم الثلاثاء، تتويجا لزيارات شهر أبريل رفيعة المستوى، ضمن نشاط مكثف للرئيس عبد الفتاح السيسي، يتصدره لقاء نخبة من ملوك وزعماء ورؤساء وقادة العالم من الشرق والغرب .
وفي الأسبوع الأخير من شهر أبريل الجاري، تأتي الزيارة الرسمية للملك حمد بن عيسى لتعكس علاقات تاريخية متكاملة ومتوازنة، وعلاقات أخوة وطيدة ومتميزة بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين، حيث تسعى مصر والبحرين إلى التطوير الشامل لعلاقتهما على كافة الأصعدة، بما ينقل العلاقات المصرية – البحرينية إلى مرحلة أكثر عمقا وازدهارا.
وما يميز هذه الزيارة يكمن في أنها تحمل توجها فعليا قائما على تحقيق التقارب والتكامل بين البلدين، بما يحقق علاقة قائمة على البناء والشراكة، وتجسيد الدعم السياسي والاقتصادي البحريني لمصر، والعكس، خاصة في مرحلة البناء والتطوير المقبلة.
وتعكس زيارة ملك البحرين لمصر الرؤية الثاقبة لزعيمي البلدين، التي تستهدف تعميق العلاقة الاستراتيجية بين الجانبين، وإرساء قواعد التكامل في مختلف المجالات، حيث تعد العلاقات المصرية – البحرينية نقطة مضيئة في سماء العلاقات الثنائية على الصعيد العربي في ظل روح المودة والإخاء التي تحكمها، وتشعب وتعدد دوائرها السياسية والاقتصادية والثقافية.
فعلى الصعيد السياسي، تنطلق مصر والبحرين من رؤية موحدة إزاء قضايا المنطقة، حيث يشدد الجانبان على ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل والتعامل في هذه القضية وفق معايير موحدة تطبق على الجميع دون استثناء، ويدعمان نضال الشعب الفلسطيني المشروع من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة، ويعملان بشكل دؤوب من أجل الحفاظ على سيادة العراق واستقلاله السياسي وعروبته ووحدة وسلامة أراضيه، إلى جانب الاتفاق في مختلف القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك.
ويتخذ التعاون الاقتصادي بين مصر والبحرين أشكالا متعددة ومتنوعة تشمل كافة المجالات والأنشطة التجارية والاستثمارية والتنموية والسياحية، وتشهد حركة التبادل التجاري بين البلدين نموا متزايدا، وتأتي الملابس والأدوات الصحية والسيراميك وأجهزة التكييف في مقدمة الصادرات المصرية للبحرين، فيما تشمل الواردات البحرينية إلى مصر منتجات الألمنيوم والبتروكيماويات والأنابيب والمواسير الصلبة، ويعمل الجانبان على زيادة حجم التجارة البينية، بما يتماشى مع مستوى العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وتعد الزيارات المتبادلة بين قيادتي مصر والبحرين محورا مهما في مجال تعزيز العلاقات السياسية والأخوية بين البلدين، حيث تظهر هذه الزيارات روح الود والتفاهم بين البلدين الشقيقين، وقد شهد العام الماضي وحده أربع زيارات متبادلة بين الرئيس السيسي والملك حمد، ففي شهر مارس من العام الماضي، قام ملك البحرين يوم 13 مارس بزيارة لمصر لحضور مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري، وفي يوم 27 من نفس الشهر، استقبلته مصر لحضور القمة العربية في دورتها الـ26، وفي شهر أغسطس الماضي، حل الملك حمد بن عيسى ضيفا عزيزا على مصر للمشاركة في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.
وفي شهر أكتوبر الماضي، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة للبحرين للمشاركة في الدورة الـ11 لـ”منتدى حوار المنامة”، التقى خلالها بالعاهل البحريني، حيث استعراضا العلاقات الأخوية التاريخية الوطيدة القائمة بين مملكة البحرين ومصر، وبحثا سبل دعمها وتعزيزها في شتى المجالات، وأكدا أهمية استمرار التشاور والتنسيق المستمر بينهما، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين ويلبي تطلعاتهما.
المصدر : وكالة أنباء الشرق الأوسط