ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية اليوم الثلاثاءأنه على الرغم من الرغبة المشتركة للولايات المتحدة وإيران في هزيمة تنظيم داعش الإرهابي إلا أنهما غير قادرتين على التعاون سويا في هذه المسألة لأجل تعزيز وحدة العراق، حتى رغم التوصل إلى الاتفاق النووي الخاص بالبرنامج النووي الإيراني، الذي زادت معه آمال الكثيرين في إمكانية تقارب رؤى البلدين حيال قضايا المنطقة.
وأوضحت الصحيفة – في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني – أن القوات العراقية، المدعومة من جانب الولايات المتحدة، حققت تقدما واسع النطاق داخل محافظة الأنبار واستطاعت ببطء استرداد أراض كبيرة من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، مضيفة أن الوضع في مدينة الفلوجة، التابعة لمحافظة الأنبار السنية والتي وقعت تحت سيطرة داعش لفترة تزيد عن أي مدينة أخرى في سوريا أو العراق، يختلف نوعا ما؛ حيث يُعاني المدنيون هناك من الجوع والعطش بسبب الحصار الذي يفرضه عليهم الجيش العراقي، فيما تقوم الميليشيات الشيعية – المدعومة من إيران – بعمليات خطف وقتل وتقييد حركة المدنيين من العرب السنة، وفقا لمسئولين عرب وأمريكيين.
وعن هذا، يقول كينيث بولاك، وهو زميل بارز في معهد “بروكينجز” ومحلل للشئون العراقية، إن هناك مشكلة دائما ما تتكرر منذ بداية التدخل الأمريكي في العراق عام 2003 وهي أن النجاح العسكري دائما لا يتم مطابقته مع الجهود السياسية والاقتصادية التي ستحدد في نهاية المطاف ما إذا كانت النجاحات الميدانية ستترجم إلى إنجازات دائمة أم لا.
وأوضحت الصحيفة أن عددا متناميا من النقاد يحذرون من أن الانتصارات التي يحققها الجيش العراقي المدعوم من جانب الولايات المتحدة بحاجة إلى توافر التنسيق السياسي بين العرب السنة والشيعة، إلى جانب تضافر الجهود لإعادة بناء المدن وتهيئتها لعودة المدنيين، وهو أمر لا تشجعه إيران، وأشاروا إلى أن الوضع في الأنبار قاتما؛ حيث تسببت الميليشيات الشيعية في تأجيج العداوات الطائفية مما حال دون عودة مئات الآلاف من المدنيين إلى ديارهم.
ويقول مسئولون: “إنه بينما تقوم الولايات المتحده بدعم الجيش العراقي وبعض القبائل المحلية المنخرطة في أعمال القتال ضد تنظيم داعش، تواصل إيران سعيها في تحقيق أهدافها بهدوء، وهي تأمين طريق بري إلى سوريا وحلفاءها في المنطقة لاسيما حكومة الرئيس بشار الأسد وحزب الله وحماية بغداد وجنوب العراق الذي تسيطر عليه أغلبية شيعية.
وأردفت الصحيفة الأمريكية تقول إن وكلاء إيران يحاولون، مع ذلك، تحجيم الجهود المبذولة لتوحيد صف السكان المدنيين، وهي ضرورة حاسمة حال رغب العراق في إخماد نيران التطرف، فلقد تسببت الميليشيات الشيعية بحصارها لمدينة الفلوجة، السنية، في منع المدنيين من الفرار من الأراضي التي يسيطر عليها داعش، فيما تقاوم دعوات السماح بدخول المساعدات الإنسانية للمدينة، بينما يبلغ الكثير من المدنيين العرب السنة عن تزايد عمليات الخطف والقتل من جانب الميليشيات الشيعية، وذلك وفقا لروايات موثوقة حسب وصف مسئولين عراقيين وأمريكيين.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط