تحل اليوم الاثنين الذكرى الـ ٣٤ لتحرير سيناء ، ففى ٢٥ أبريل من كل عام تحتفل مصر (بعيد تحرير سيناء) من الاحتلال الإسرائيلي الذي تحقق فى عام 1982 واكتمل بعودة طابا في عام 1988، فسيناء هي بقعة غالية من أرض مصر تقع دوما في بؤرة اهتمام الوطن، ويجرى حاليا تحريرها من الإرهاب استعادة لحق الشهيد، حيث ضربها الإرهاب الأسود، بعدما كانت رمزا للسلام والتنمية.
وتعد سيناء هى التاريخ العريق الذي سطرته بطولات المصريين وتضحياتهم الكبرى لحماية هذه الأرض، وهي البوابة الشرقية وحصن الدفاع الأول عن أمن مصر وترابها الوطني، وتحرير مصر لأرضها التي احتلت في عام 1967 جاء بكل وسائل النضال على تنوعها من الكفاح المسلح، وحرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر المجيدة فى عام 973 ، وكذلك بالعمل السياسي والدبلوماسي بدءا من المفاوضات الشاقة للفصل بين القوات في عامي 1974 و 1975 ثم مباحثات كامب ديفيد التى أفضت إلى إطار السلام في الشرق الأوسط ، و”اتفاقية كامب ديفيد ” التي وقعت في عام 1978 ، وتلاها توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية فى عام 1979.
وعادت سيناء للسيادة المصرية جبالا ورمالا وصحراء شاسعة ، فحظيت بمكانة متميزة في قلب كل مصري، مكانة صاغتها الجغرافيا، وسجلها التاريخ ، وسطرتها سواعد ودماء المصريين على مر العصور، ولما لا وهي الموقع الاستراتيجي المهم ، والمفتاح لموقع مصر العبقري في قلب العالم بقاراته وحضارته، وهي محور الاتصال بين آسيا وأفريقيا ، وبين المشرق العربي والمغرب العربى.
وتوصف سيناء بأنها البيئة الثرية بكل مقومات الجمال والطبيعة والحياة برمالها الذهبية، وجبالها الشامخة، وشواطئها الساحرة ، ووديانها الخضراء ، وكنوز الجمال والثروة تحت بحارها ، وفي باطن أرضها من كائنات ومياه ونفط ومعادن.
وتفتح مصر اليوم وبعد مرور ٣٤ عاما على تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، صفحة جديدة في السجل الخالد لسيناء بتطهيرها من جذور الإرهاب التي نبتت في أرضها نتيجة لمرحلة من الفوضى العارمة التي اجتاحت مصر ووضعت ثورة ٣٠ يونيو حدا لها، ويجرى حاليا العمل على استرجاع رمزيتها كأرض للسلام والتنمية، وركن من أركان إستراتيجية مصر الطموحة للخروج من الوادي الضيق حول وادي النيل إلى رقعة أرض مأهولة واسعة تغطي ٢٥% من مساحة مصر.
كما تسعى مصر لأن تكون سيناء رقعة تتسع لاستقبال الأعداد المتزايدة من السكان، وتحتضن طموحات وتطلعات شعب مصر في الرخاء والازدهار، رقعة تبني لهذا الجيل والأجيال القادمة، وتضاعف من فرص العمل والنمو، ومن القواعد الإنتاجية والمراكز الحضارية، والقدرة الاستيعابية للاقتصاد المصري، وبهذا المعني ، فإن سيناء بذاتها ومن خلال المشروعات القومية لتنميتها والتي يتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسى، تمثل محورا أساسيا من محاور استراتيجية التنمية طويلة الأجل، بالإضافة لكونها جزءا من إقليم قناة السويس الذي يحتضن أكبر عدد من مشروعات مصر العملاقة في غرب خليج السويس والعين السحنة ، وفي شرق بورسعيد ، وفي القناة نفسها التي ستظل شريانا حيويا من شرايين الاقتصاد والتجارة الدوليين.