عقب انتخاب هيئات مكاتبها، اتسم عمل لجان البرلمان النوعية بالنشاط اللافت، والتي عقدت فورا مجموعة اجتماعات، ودخلت في سلسلة لقاءات بين أعضائها وموظفي الأمانات الفنية التابعين لكل لجنة، وأعلنت عن مجموعة من الأولويات وخطط العمل للفترة المقبلة.
ففي لجنة الإعلام والثقافة عقدت اجتماعها الأول، برئاسة النائب أسامة هيكل الذي أعلن أنه سيركز علي التشريعات الإعلامية الخاصة بنقابة الإعلاميين، وكذلك التشريعات التى أقرها الدستور الخاصة بالإعلام فى المواد 211،212،213، والمتعلقة بتشكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، بالإضافة إلى وضع قانون خاص بالإعلام الإلكترونى.
وحول خطة عمل اللجنة، قال النائب أسامة هيكل، إن التشريعات الإعلامية المنصوص عليها بموجب الدستور تأتي في مقدمة أولويات اللجنة غير أنها مطلب مجتمعي، وذلك لإصلاح مناخ الفوضى الإعلامية المتواجدة حالياً، مع الأخذ في الاعتبار كفالة حرية الرأي والتعبير، والتأكيد علي عدم الحياد عنها.
وتابع هيكل، أنه سيتم عقد جلسات استماع لجميع الاتجاهات المختلفة من إعلاميين وخبراء في مجال الإعلام، لأخذ رأيهم في مشروعات القوانين والاستماع إلي تصوراتهم بشأنها، لتحدد اللجنة لاحقاً إما أن تحيلها للجنة الشئون التشريعية، أو أن تعقد جلسات مشتركة بين مكتبى التشريعيي والثقافة والإعلام.
وتابع هيكل، أن أحد أولويات عمل لجنة الإعلام، الثقافة بشكل عام، وبحث الحاله المتردية التي وصلت إليها الآثار.
وفي لجنة العلاقات الخارجية، أعلنت عن عقد اجتماع وشيك لأعضائها، وأكد رئيسها السفير محمد العرابي أن قضية “جزيرتي تيران وصنافير” أولوية بالنسبة إلي عمل اللجنة، مشيرا إلى أن اللجان المعنية بمناقشة الجزيرتين هما لجنتي الأمن القومى، ولجنة الشئون الخارجية.
أما لجنة الإدارة المحلية برئاسة النائب أحمد السجيني، فأكد أنه سيبدأ فى التواصل مع أعضاء اللجنة وأمانتها- يوم الإثنين- لتحديد موعد الاجتماع الأول للجنة، والذي من المتوقع أن يتطرق لمناقشة ودراسة مشاريع القوانين المحالة إليها من جانب رئيس البرلمان الدكتور على عبدالعال، وهى مشروع قانون الإدارة المحلية، بالإضافة إلى اتفاقية سيتم عرضها على اللجنة.
بينما لجنة حقوق الإنسان، طالب رئيسها النائب محمد أنور السادات في طلب رسمي إلي رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، تحديد لقاء مع أعضاء اللجنة، وأيضا أعضاء المجلس القومى لحقوق الإنسان، معلنا أنه سيبدأ على الفور إعداد خطة العمل وتحديد أولوياتها فى التعامل مع القضايا والقوانين التى تخص المواطنين، وأيضًا تحديد اهتمامات العالم الخارجى وآلية التعامل معه.
وقال السادات فى نص بيانه الذى وجهه للرئيس: “أتشرف بمناسبة انتخاب لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، بأن أطلب منكم تحديد لقاء لأعضاء اللجنة، وأيضا أعضاء المجلس القومى لحقوق الإنسان مع سيادتكم إذا كان وقتكم يسمح، أو مع مستشارى الرئيس للأمن والأمن القومى وبعض من ممثلي الجهات السيادية حسب ما تراه مناسبا.
يأتى ذلك بمناسبة بدء عمل اللجنة وإعداد خطة عملها وأولوياتها لإجراء حوار ونقاش في إطار تكامل السلطات (التنفيذية والتشريعية )، وأيضا الاستماع إلى حقيقة الأوضاع الداخلية والخارجية، والخطوات والإجراءات الصحيحة لعلاجها وإصلاحها حفاظاً على حقوق وحريات المواطنين، وأيضا سمعة مصر خارجياً بما يحقق صالح الوطن ويحافظ على أمننا القومى.
كما اجتمعت هيئات مكاتب لجان “الشباب والرياضة، والاقتصادية، والخطة والموازنة، والتعليم والتضامن، أولي اجتماعتها أمس الأحد، لوضع خطة عمل اللجنة، طوال دور الانعقاد الحالى، بعد أن تم إجراء انتخابات اللجان النوعية أمس السبت، وذلك فى إطار بروتوكولى وتعارفى بين النواب وبعضهم البعض.
من جانبهم، أصدرت لجنة الشئون العربية أولى بياناتها ضد إسرائيل، وذلك عقب انتخاب هيئة مكتبها، حيث رأت هيئة المكتب أنه من الضروري التصدي لإعلان مجلس الوزراء الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو في جلسته الأسبوعية بتاريخ ١٧ أبريل الجاري، بضم هضبة الجولان السورية المحتلة، وإعلان رئيسه أنه قد حان الوقت بعد مرور ٥٠ عاما ليعترف المجتمع الدولي بأن الجولان سيبقى إلى الأبد تحت السيادة الإسرائيلية.
وأشار بيان اللجنة إلى أنها تابعت هذا الحدث غير المسبوق بكل مشاعر الغضب والصدمة، وإعلان المحتل الاستيطاني استيلاءه على أراضي سورية العربية، وأدان البيان الصمت الدولي عما تقوم به إسرائيل من بناء المستوطنات في الجولان التي بلغ عدد ٣٣ مستوطنة،
وهذا التوسع الإقليمي وفرض سياسة الأمر الواقع أمر ينذر بخطورة بالغة يجب أن تنتبه إليه سائر الدول العربية، وإنما يؤكد طبيعة المخططات الإسرائيلية إلى ضم الجولان وغيرها من الأراضي العربية المحتلة بالقوة ضاربة عرض الحائط بكل الأعراف الدولية والقوانين وقرارات الأمم المتحدة التي تدين ولا تعترف بضم الأراضي المحتلة بالقوة.
وأوضح البيان أن هذه البلطجة الدولية التي تنتهجها إسرائيل لسياسة ممنهجة، تحظى وللأسف بدعم أمريكا واضح وفاضح، فالإدارة الأمريكية لم تكن أبدا شريكا محايدا أو نزيها لعملية السلام، فيما طالبت كافة المنظمات الإقليمية وبالأخص جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة ومجلس الأمن، أن تدين هذه الممارسات الإسرائيلية وتعلن صراحة عدم الاعتراف لإسرائيل بضم هذه الأراضي.
وأكد ألبيان أن إسرائيل مستمرة في نهج سياسة المماطلة والتسويف وعدم الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في عام ١٩٦٧، وتساءل بيان اللجنة أين أمين عام الأمم المتحدة؟ وأين مجلس الأمن؟ وأين الاتحاد الأوروبي وبرلمانه؟ وأين المنظمات الدولية الذين ينادون ليلا ونهارا باحترام حقوق الإنسان؟ بل ويبيحون لأنفسهم التدخل في الشئون الداخلية للدول.
وطالبت اللجنة باجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب، لمطالبة مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة للتأكيد على هوية الجولان السورية، وعدم الاعتراف بأي قرارت إسرائيلية من شأنها الاستيلاء على الجولان وضمها، والضغط على الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية الداعمة لإسرائيل بضرورة الوقوف ضد تلك السياسة الاستيطانية، وضم الأراضي بالقوة للتوصل إلى سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط.
وقال النائب اللواء حاتم باشات، رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، إن هيئة المكتب (رئيس اللجنة والوكيلين وأمين السر) كلفت الأمانة العامة للجنة بإعداد أرشيف يتضمن كل ما يتعلق بإفريقيا، ليكون الأساس الذى تعمل من خلاله اللجنة خلال الفترة المقبلة.
وأضاف عقب اجتماع اللجنة بالأمانة: “اللجنة سيرتكز عملها استنادا إلى المحور السابع لبرنامج الحكومة، المتعلق بسياسة مصر مع الخارج ومنها سياستها فى إفريقيا، فضلا عن اختصاصات اللجنة وفقا للائحة الداخلية للبرلمان”.
وكشف باشات أن هناك مقترحا بالعمل على تدشين قناة لإفريقيا، تكون مهتمة بالشأن الإفريقي فقط، مشددا فى هذا السياق على أن اللجنة ستعمل على التنسيق مع الجهات السيادية فى الدولة فيما يخص إفريقيا، وستقوم بعمل علاقات مع السفراء الأفارقة فى مصر.
وأكد أن اللجنة ستعتمد على التصريحات الهادئة والرزينة فى التعامل مع كل ما هو إفريقى، وتابع: لن نعادى فى تصريحاتنا حتى نملة، لافتا إلى أن اللجنة سيدخل ضمن أولويات عملها أزمة سد النهضة الإثيوبي، وأضاف: تحركاتنا ستكون من خلال المسئولين الرسميين فى هذا الملف .
وفيما يخص حلايب وشلاتين، قال “جرى العرف أن تثير السودان ملكية تلك المنطقة لها فى توقيتات مختلفة، بالرغم من أنها أراض مصرية وموضوع منتهى، لكنها تثير هذا الموضوع خدمة لمصالح سياسية داخل السودان”.
المصدر: وكالات