ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الصادرة اليوم الأحد أن الحملة العسكرية التي تشنها نيجيريا وجيرانها لمحاربة حركة “بوكو حرام” الإرهابية المسلحة تواجه عراقيل عديدة بسبب فشل هذه الدول في تبادل المعلومات المهمة- بل أن هذا الفشل يحدث أحيانا بين الأجهزة الأمنية الخاصة بتلك الدول وذلك وفقا لما ذكره مسئولون أمريكيون وغربيون.
وقالت الصحيفة –في تقرير لها بثته على موقعها الألكتروني- إن الشركاء الغربيين بدوا كذلك أيضا. فلقد ناضلت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” وأجهزة الاستخبارات هناك في بعض الأحيان لتوفير المعلومات بسرعة عن مسلحي بوكوحرام إلى البلدان الأفريقية –وهي الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا- دون خرق للقيود المفروضة على ما يمكن تبادله من خلال الصور التي تلتقطها أقمار التجسس الصناعية.
وحتى الآن، يقول مسئولون ومحللون غربيون إن بريطانيا والولايات المتحدة قدمتا فقط تقارير استخباراتية للجيش النيجيري. وتخشى الدولتان من تقديم معلومات أكثر تفصيلا ثم يُساء استخدامها عقب ذلك من قبل الجيش النيجيري الذي تتهمه جماعات حقوق الإنسان بارتكاب جرائم ضد المدنيين، تماما مثلما يفعل تنظيم بوكو حرام الموالي لتنظيم داعش الإرهابي.
وأشارت (نيويورك تايمز) إلى أن مركز الاستخبارات التشادي الجديد “مركز الانصهار” الذي تم إنشاؤه هناك كجزء من قوة مهام متعددة الجنسيات، استطاع وحده التغلب على أعباء الميزانية وعجز الموظفين وحل المسائل العالقة والمتعلقة بانعدام الثقة بين الدول المشاركة وذلك للمساعدة في تنسيق العمليات.
ونقت الصحيفة عن الكولونيل روبرت ويلسون قائد القوات الخاصة الأمريكية في شمال وغرب أفريقيا قوله: ” إن أكبر سؤال بلا إجابة ظهر حتى الآن متعلق بمدى تعاون هذه الدول الخمس المشاركة في الحرب على بوكو حرام وعملها بكفاءة… مشيرا إلى أن بوكو حرام تتحرك بسهولة عبر الحدود، وأن بنين باتت الدولة الخامسة التي تشترك في هذا التحالف”.
وأفادت الصحيفة الأمريكية بأن وزارات الداخلية في دول غرب أفريقيا عادة ما ترفض تبادل المعلومات حول التهديدات الإرهابية مع شركائها العسكريين بينما يقول مسئولون عسكريون ورؤساء هيئات مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة إن تبادل المعلومات الاستخباراتية يعد مسألة صعبة وخاصة خارج التحالفات المعلنة.
من جانبها، تقول أليس هانت فريند، المدير السابق لمكتب الشئون الأفريقية بالبنتاجون:” نظرا لأن سياسة الولايات المتحدة في أفريقيا تمنح الأفارقة الأخذ بزمام المبادرة، فالتحدي الكبير هو بناء الثقة بين الشركاء أنفسهم وليس الاعتماد بشكل أساسي على المعلومات التي نمتلكها”.
المصدر: وكالات