تعثرت المحادثات اليمنية مع انتهاء يومها الثالث، بسبب رفض وفد الحوثي وصالح تنفيذ إجراءات بناء الثقة المتعلقة بانسحابهم من المدن التي سيطروا عليها في سبتمبر 2014، وتسليم السلاح، ورفع الحصار عن مدينة تعز جنوبي البلاد.
واتهم ممثلان عن الوفد الحكومي اليمني إلى المحادثات التي انطلقت في الكويت الخميس الماضي، الحوثيين وحلفائهم “بحرف” مسار المحادثات عن الأجندة التي وضعتها الأمم المتحدة.
وأعرب مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة خالد اليماني عن استغرابه “من ملاحظات الانقلابيين على بعض بنود أجندة المحادثات”.
وقال إن “المحادثات في يومها الثالث لا تزال تتمحور حول أمور خارج الأجندة، منها تثبيت وقف إطلاق النار، الذي يفهمه الحوثيون على أنه وقف للضربات الجوية، رغم أنهم لا يزالون يعيثون فسادا في الأرض وكثفوا قصفهم على تعز”.
وأضاف اليماني أن “هذا الفريق لا يريد الانتقال من مربع العنف إلى مربع السلام، ويريد أن يتجاوز صيغة القرار الدولي 2216، الذي يجبر الحوثيين على العودة عن الإجراءات الانقلابية منذ سيطرتهم على مقاليد الدولة في سبتمبر 2014”.
وأوضح أن الحوثيين أقروا في محادثات سويسرا بالقرار الدولي 2216، والذي لا بد أن تتبعه إجراءات تنفيذية تتعلق بكيفية إعادة الأسلحة وتسليم الدولة للحكومة الشرعية.
ووصف اليماني الحوثيين بأنهم “سراق الدولة”، وأضاف: “من منطلق مسؤوليتنا الأخلاقية نشعر بأن من واجبنا أن نمد يدنا للطرف الآخر ولا نريد إقصاؤه، ونريده أن يكون جزءا من العملية السياسية، لكن لا نريد أن تكون هناك ميليشيات على شاكلة حزب الله، ودولة داخل الدولة، ولا نريد أن يكون اليمن لبنانا ثانيا”.
من جانبه، قال عضو الوفد الحكومي اليمني عثمان مجلي، من الكويت: “لم نتقدم حتى الآن في أي شيء، ولا يوجد التزام من قبل الحوثيين بالهدنة على مدار 10 أيام، ولكن نحن نتحلى بالصبر من أجل شعبنا”.
ونفى مجلي أن يكون قد تم الاتفاق على فرز لجنتين سياسية وأمنية من الوفدين، قائلا: “لم نتفق على تقسيم، اتفقنا على جدول الأعمال في ضوء القرار الدولي 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني”.
وأكد على ضرورة تطبيق القرار 2216، متسائلا: “كيف يكون هناك حوار في وجود ميليشيات مسلحة في الشوارع؟ الحوار السياسي يأتي في وقت لاحق بعد تطبيق الالتزامات على الأرض”.
وقال مجلي إن الحوثي وصالح “غير معنيين بالشعب اليمني، ولا بالحل السياسي، أو المجتمع الدولي”، وطالب المتمردين بـ”إعادة حساباتهم والعودة إلى صوابهم”.
المصدر: وكالات