وصلت إيطاليا أقصى درجات إحباطها عقب رفض برلين اقتراح روما بتمويل نفقات اللاجئين عن طريق إصدار سندات اتحادية أوروبية مشتركة، الأمر الذي جدد التوترات بين المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي بعد أن شهدت مرحلة من السكون في الأشهر الأخيرة.
وذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية على موقعها الإلكتروني اليوم /الأربعاء / أنه في خضم حالة القلق من التدفق المتزايد للمهاجرين عبر البحر المتوسط إلى إيطاليا في الأشهر الأولى من عام 2016، طلب رينتسي يوم السبت الماضي من الاتحاد الأوروبي تقديم حوافز مالية للبلاد الواقعة منطقة أفريقيا جنوب الصحراء للحد من تدفق المهاجرين والسماح بعودتهم بعد الترحيل.
وتم استقبال الخطة الإيطالية والتي يطلق عليها اسم “ميثاق الهجرة” بشكل جيد في بروكسل حيث رحب دونالد توسك، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، بالخطة ووافق على “العمل على خطة طموح” لوقف الهجرة مع “دول العالم الثالث”. إلا أن ميركل رفضت بشكل قاطع وغير عادي جانبا واحدا حاسما في تلك الخطة – وهي تمويل تكاليف “إدارة الهجرة” من الدول الأعضاء والاستثمارات في أفريقيا باستخدام السندات المشتركة للاتحاد الأوروبي على الرغم من حاجتها للحفاظ على وحدة الاتحاد الأوروبي المتعثرة في خضم تلك الأزمة.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، يوم الاثنين الماضي إنه على الرغم من أنه ينبغي دارسة خطط رينتسي لـ “استراتيجية الهجرة الخارجية الشاملة” بعمق” ولكن فكرة السندات الأوروبية لا يمكن أن تكون أول الخيارات، مضيفا أن الحكومة الاتحادية لا ترى أساسا للتمويل المشترك لنفقات الهجرة من الدول الأعضاء”.
وأضاف زايبرت أن الاتحاد الأوروبي لديه بالفعل الأدوات المناسبة في ميزانية الاتحاد الأوروبي.
ولم يستطع رينتسي إخفاء استياءه من رد الفعل الألماني حيث قال “لقد قدمنا اقتراحا بإصدار سندات أوروبية وإذا كان لدى ميركل و الألمان حلول مختلفة فعليهم أن يبلغوننا بها مشيرا إلي أننا لم نتمسك بحل واحد ولكنه من الواضح أن على الاتحاد الأوروبي أجمع حل هذه المشكلة”.
وعلى الرغم من ذلك أعربت ميركل عن اعتراضها مرة أخري على أى خطط لإصدار سندات أوروبية التي تم اقتراحها عدة مرات بدعم متواصل من إيطاليا لتمويل التحديات المشتركة منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.
ورفضت ألمانيا الاقتراحات مخافة أن يؤول الأمر بالسندات إلى تكبد ألمانيا ديون الدول الأضعف اقتصاديا وخاصة دول جنوب الاتحاد.
وجاء آخر نزاع بين ميركل ورينتسي عقب شهور قليلة من الوفاق الهش بين القائدين. ففي ديسمبر ويناير الماضيين هاجم رينتسي تكرارا ميركل لسعيها وراء سياسات أثارت حفيظة القوى الشعبية في أرجاء أوروبا ولكنه خفف من تصريحاته بعد قمة 29 يناير التي عقدت في برلين.
ويعتقد بعض المراقبين أن الإيطاليين يستخدمون الخلاف كورقة ضغط على الاتحاد الأوروبي للموافقة على طلب إيطاليا بمهلة على ميزانيتها للتعامل مع نفقات الهجرة. ومن المقرر في أوائل شهر مايو اتخاذ قرار بشأن تلك القواعد.
وثار الخلاف بين إيطاليا وألمانيا من قبل على نفس أزمة الهجرة فيما يتعلق باتفاق الاتحاد الأوروبي مع تركيا، والتي منعت تدفق المهاجرين من الشرق الأوسط على طول طريق البلقان الشهر الماضي، وعلى قضية أخذ بصمات المهاجرين في الموانئ الإيطالية.
المصدر : وكالة أنباء الشرق الأوسط