نشرت صحيفة الديلي تلجراف مقالاً لباتريك كوكبرن، مراسل الصحيفة لشئون الشرق الأوسط، بعنوان “2013: يا له من تناقض بين تفاؤل الربيع العربي وقتامة اليوم في الشرق الأوسط”.
ويقول كوكبرن إن 2013 كان عامًا حاسمًا في الشرق الأوسط، ولكن ما كان يحسم هو أن الأزمات والصراعات ستزداد سوءًا.
ويقول كوكبرن، كما جاء على موقع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، إن المحللين أوضحوا بثقة أن الإنترنت والقنوات الفضائية قوضت أساليب القمع التقليدية وأن انتصار الحركات التقدمية والديمقراطية أمر حتمى.
ويستدرك كوكبرن قائلاً ولكن ذلك لم يحدث. تزايد العنف من ليبيا إلى العراق، مع ندرة المؤشرات على تحسن الأمور في العام الجديد.
ويقول كوكبرن إن هناك بعض التواريخ الفارقة، مثل الانقلاب العسكري في مصر الثالث من يوليو والذي استتبعته مذبحة لمؤيدي الإخوان المسلمين. ويضيف أن القمع يفوق ما كان يحدث في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك، مع انقسام المعارضة.
ويتساءل كوكبرن هل فازت الثورة المضادة؟ ويجيب أن الكثير يعتمد على تعامل الجيش مع الأزمة الاقتصادية والاجتماعية.
ويقول كوكبرن إن اتحاد القوى العلمانية والدينية في مواجهة النظام القائم كان أمرًا حيويًا للربيع العربي. اتحد مدونو الطبقة المتوسطة في القاهرة مع عمال الغزل والنسيج في الدلتا واتحد الطلبة في دمشق مع المزارعين.
ولكن هذا العام توجد مؤشرات في كل مكان على زوال هذا التحالف، مع فرار نشطاء حقوق الإنسان من مصر ومقتل المتظاهرين في ليبيا على يد الميليشيات التي أطاحت بالقذافي.
ويضيف كوكبرن أن سوريا شهدت أيامًا حاسمة إثر استخدام الحكومة السورية الغاز السام ضد من في الغوطة. وقول إنه إذا كانت هناك لحظة ضرورية لتدخل الولايات المتحدة، فإنها كانت إثر هذا الهجوم، ولكن الرأي العام في الولايات المتحدة وبريطانيا كان ضد تكرار تجربة العراق. وهذا يعني بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.
ويتساءل كوكبرن من هم الفائزون في الشرق الأوسط عام 2013؟ ويجيب أن إحدى الجماعات التي ازدادت قوة هي 30 مليون كردي يكادون أن يرسوا قواعد دولة مستقلة في العراق وأن يصبحوا من اللاعبين البارزين في سوريا.
ويضيف كوكبرن أن من سوء الطالع للمنطقة وللغرب والولايات المتحدة أن الرابح الآخر في المنطقة عام 2013 هو القاعدة وفرعها في العراق وسوريا الذين يسيطرون على المنطقة من دجلة إلى البحر المتوسط.
المصدر:وكالات