“صفقة سرية أبرمها النظام السوري مع تنظيم اداعش لإقناعهم بعدم تدمير آثار مدينة تدمر” وقراءة في هجمات بروكسل ولاهور واستعادة مدينة تدمر الآثرية، من أهم موضوعات الصحف البريطانية.
ونطالع في صحيفة الديلي تلجراف مقالاً لمراسل الشؤون الشرق أوسطية راف سانشيز بعنوان “صفقة سوريا السرية مع تنظيم داعش للحفاظ على تدمر”.
وقال كاتب المقال إن ” نحو 80 في المئة من الآثار في مدينة تدمر ما زالت في حالة جيدة، إلا أن أعمال الترميم لبعض الآثار المتضررة ستحتاج لمدة خمس سنوات على الأقل”.
وأضاف كاتب المقال أن “المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا مأمون عبد الكريم أكد أن النظام السوري عمل بشكل سري على إقناع تنظيم داعش بعدم تدمير مدينة تدمر الآثرية”.
ونقلاً عن مأمون فإن “النظام السوري عمل بشكل سري مع حوالي 45- إلى 50 شخصاً داخل المدينة لإقناع التنظيم بعدم محو معالم تدمر الآثرية خلال سيطرتهم على المدينة التي استمرت نحو عشرة شهور”.
وأضاف أن ” تنظيم داعش رأى أنه سيكون هناك ثورة ضدهم في حال دمر جميع الآثار في تدمر”، مشيراً إلى أن “التنظيم لم يسرق أو يبيع أي من الآثار في تدمر”.
ويعتقد عبد الكريم أن ” عملية الترميم الآثار في مدينة تدمر تحتاج إلى 5 سنوات في حال تلقت سوريا تمويلاً من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)”.
وأكد للديلي تلجراف أن ” القلق اعترى الجميع عندما شن الجيش السوري عملية لاستعادة تدمر من أيدي تنظيم داعش إذ ساد تخوف من احتمال تفجير التنظيم لجميع الآثار قبيل مغادرتهم المدينة”.
وختم كاتب المقال بالقول إن “الجيش السوري منهمك بتفكيك العبوات الناسفة والمتفجرات والألغام التي زرعها التنظيم قبل إجباره على الانسحاب من المدينة التي احتلها لمدة عشرة شهور”.
“دروس نتعلمها”
وجاءت افتتاحية صحيفة الجارديان تحت عنوان “ما هي الدروس التي نتعلمها من لاهور وتدمر؟”.
وقالت الصحيفة إنه ” في الوقت الذي تبكي بروكسل الضحايا الذين سقطوا خلال الهجمات الأخيرة واستعادة النظام السوري لمدينة تدمر الأثرية من أيدي تنظيم داعش والعنف الذي ضرب لاهور امس، علينا التوقف للتمعن في هذه التنظيمات الإرهابية التي تضرب الغرب ودول الشرق الأوسط وافريقيا وآسيا منذ أكثر من عقد من الزمان؟”.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الأحداث تعلمنا أنه ” ليس هناك صعوبة في القضاء على عدو واحد منظم بل على مجموعة متزايدة من المنظمات التي تربطها ببعضها البعض علاقات معقدة”.
وأضافت الصحيفة أن” جماعة الأحرار الجناح الإسلامي المتطرف الذي أعلن مسؤولياته عن تفجيرات لاهور في المتنزه قد يشترك في ايدولوجيته مع القاعدة وتنظيم داعش، إلا أنه لا يعد فرعاً من أي منهما”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “تنظيم داعش لديه الكثير من المؤيدين له في برمنغهام او غيرها من المدن الأوروبية، إلا أنه لا يستطيع أن يقيم دولة الخلافة من أي مدينة أوروبية سواء أكانت برمنغهام أو ليون أو هامبورج”ّ.
وأردفت الصحيفة أن ” التنظيم يحتاج إلى مكان في مركز الحضارة الإسلامية التاريخية، والدولة إن لم تستطه سن القوانين وفرض رسوم على التجارة ستكون دولة لا معنى لها”.
وختمت الصحيفة بالقول إن التنظيم ” خسر العديد من الأراضي التي كانت تحت سيطرته في العراق وسوريا، كما أنه لم يخسر فقط الأرض بل القوة العسكرية والتمويل المالي والعديد من قادته الرئيسيين”.
المصدر: وكالات