يضرب الإرهاب مجدداً في تركيا، وقبلها، اجتاح دولاً أخرى تحت عـــــناوين دينـــية وسياسية، لكنها كلها تصب في المحصلة باتجـــــاه واحد، تكـــــريس الإرهاب، باعتباره السبب الأول في العالم العربي والإسلامي، عن تخريب الدول وتدمير حياة الشعوب، وتفكيك الوحدة الاجتماعية لكل بلد، وسفك دماء الأبرياء.
لقد قيل مراراً إن الإرهاب واحد، فلا فرق بين إرهاب وإرهاب، ولا شرعية لأي نوع من الإرهاب، أياً كان عنوانه، لأن الإرهاب تعبير إجرامي، يلجأ إليه البشر، باعتباره مباحاً أو متاحاً، وتكريس العنف هنا، يؤدي إلى مزيد من العنف، بحيث يتمدد الإرهاب إلى كل مكان، ما دامت مقوماته متوفرة، وما دام هناك أناس لديهم الاستعداد لتفجير أنفسهم، أو تفخيخ السيارات، وقتل الأبرياء في المحصلة.
إن كارثة الإرهاب في العالم العربي والإسلامي، أدت إلى نتائج خطيرة جداً، تتماثل مع نتائج الاحتلالات والحروب في التاريخ، غير أن الفرق هنا، أن أهل المنطقة يتولون قتل بعضهم البعض، مثلما نرى في دول عديدة، وهذه بحد ذاتها بحاجة إلى معالجة فكرية وذهنية عميقة من جانب الخبراء، لمعرفة الأسباب التي تقنع إنساناً بقتل بعض قومه، أو تدمير بنية بلاده.
لقد آن الأوان أن تقف كل شعوب المنطقة وأنظمتها، في وجه الإرهاب، فلا إرهاب مقبول، وآخر غير مقبول، لأن نيران الإرهاب تحرق الجميع، وتختطف شعوباً ودولاً مستقرة، وترسلها إلى مصير أسود، يتفوق على كل السيناريوهات المتشائمة بحق هذا البلد أو ذاك.
المصدر: وكالات