ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن تحرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئ بسحب القوات الروسية من سوريا، وإعلان نهاية مفترضة للعمليات العسكرية الرئيسية هناك، أخذ المراقبين الدوليين على حين غرة مجددا.
وقالت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني اليوم /الأربعاء/ – إن قرار سحب القوات الروسية يتزامن مع تجدد المساعي الدبلوماسية الرامية لوقف الصراع المروع المستمر منذ خمس سنوات، ويلقي بالمسئولية على عاتق نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يدعمه الكرملين للتوصل الى اتفاق مع معارضيه.
وأضافت أن هذه الخطوة أثارت أيضا مزيدا من التساؤلات حول النهج الذي يتبعه البيت الأبيض، والذي حذر في وقت سابق من تورط موسكو في “مستنقع”، فقط لرؤية القوات الموالية للأسد وهي تحقق مكاسب كبيرة على حساب الميليشيات المتمردة المدعومة من جانب الولايات المتحدة وحلفائها.
وأفادت “واشنطن بوست” بأنه مما لا شك فيه أنه لتدخل روسيا في سوريا آثار فعلية لتغيير قواعد اللعبة، لافتة إلى أن الأمر يرتكز في البداية على مساعدة جهود الحرب ضد تنظيم داعش الجهادي، بيد أن بوتين استهدف معظم الجماعات المسلحة الأخرى، بما في ذلك بعض الفصائل التي تدعمها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي.إي.ايه”.
وأعادت الصحيفة الأمريكية إلى الأذهان أنه قبل عام ونصف العام، بدا أن نظام الأسد على وشك الانهيار، غير أن الغارات الجوية الروسية قلبت الوضع رأسا على عقب، وسمحت للقوات الحكومية والميليشيات التابعة لها باستعادة حوالي 4 آلاف ميل مربع من الأراضي، لتتمكن بذلك من التطويق الكامل لمدينة حلب التي مزقتها الحرب، وقطع طرق الإمداد الحيوية للمسلحين عبر تركيا، فضلا عن تمكين عمليات القصف الروسية أيضا للميليشيات الكردية السورية من السيطرة على مواقع المسلحين على طول الحدود التركية، ما أدى إلى هزات جيوسياسية في المنطقة.
وأضافت أن الانتصارات في ساحة المعركة حددت مجرى محادثات لاحقة توسطت فيها الأمم المتحدة في جنيف، وكذلك شروط وقف إطلاق النار المبدئي في سوريا، الذي تم الاتفاق عليه في شهر فبراير الماضي من جانب الولايات المتحدة وروسيا، الأمر الذي جعل كبار المسئولين الأمريكيين يعترفون بأن الروس “غيروا حسابات” الصراع.
وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي والخبير في المجلس الروسي للشئون الدولية نيكولاي باخوموف إنه “يمكن للمرء أن يشكك في أن روسيا حققت كل أهدافها، ولكن من الصعب أن يجادل بأن العملية الروسية وفرت الظروف المواتية لوقف إطلاق النار الحالي.”
وأضاف “وضوح تحركات موسكو، سواء اتفقت معهم أم لا، سرعت من التفاعل الروسي – إن لم يكن التعاون – مع دول الشرق الأوسط. وكانت الجهات الفاعلة الإقليمية الرئيسية تدرك الدوافع الروسية، والمصالح والقدرات والأهداف وتعي أنهم يمكنهم التصرف على هذا النحو”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط