ملفات سياسية مشتعلة، حروب وتدخلات خارجية وإرهاب، مرحلة تاريخية جديدة وقرارات مصيرية، تحديات جسام تنتظر أمين عام الجامعة العربية الجديد، خلفًا للدكتور نبيل العربي، والذي أعلن عدم رغبته في التجديد لولايته، التي تنتهي في ٣٠ يونيو/حزيران المقبل، ويجتمع وزراء الخارجية العرب للنظر فى اختياره، غدًا الخميس.
متغيرات خطيرة تواجه دول الجامعة الأعضاء، خاصة تلك المتمثلة في تصاعد موجة الإرهاب، واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، واستمرار الحروب والأزمات في سوريا وليبيا والعراق ولبنان، وتزايد التدخلات الخارجية خاصة الإيرانية في دول المنطقة.
هل يستمر العجز العربي وتراجع دور الجامعة العربية في التعامل مع تلك القضايا؟ وما الدور المطلوب من الجامعة خاصة بعد مرور ٧٠ عامًا على إنشائها ومع متغيرات جديدة وقدوم أمين عام جديد لها؟ وهل تصمد الجامعة أمام تلك التحديات والتهديدات التي تواجه الأمن القومي العربي؟
جامعة الدول العربية هي منظمة تضم دولاً في الشرق الأوسط وأفريقيا ويعتبر أعضاؤها دولاً عربية، ينص ميثاقها على التنسيق بين الدول الأعضاء في الشؤون الاقتصادية، ومن ضمنها العلاقات التجارية، الاتصالات، العلاقات الثقافية، الجنسيات ووثائق وأذونات السفر والعلاقات الاجتماعية والصحة. المقر الدائم لجامعة الدول العربية يقع في القاهرة، عاصمة مصر (تونس من 1979 إلى 1990). وأمينها العام الحاليّ هو عمرو موسى. المجموع الكلي لمساحة الدول الأعضاء في المنظمة 13,953,041 كم² ، وتشير إحصاءات 2007 إلى وجود 339,510,535 نسمة فيها ، حيث أنّ مجموع مساحة الوطن العربي يجعل مجموعها الثاني عالمياً بعد روسيا ومجموع سكانها هو الرابع عالمياً بعد الصين، الهند والاتحاد الأوروبي.
تسهل الجامعة العربية إجراء برامج سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية واجتماعية لتنمية مصالح العالم العربي من خلال مؤسساتٍ مثل مؤسسة جامعة الدول العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليسكو) ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية. وقد كانت الجامعة العربية بمثابة منتدىً لتنسيق المواقف السياسية للدول الأعضاء، وللتداول ومناقشة المسائل التي تثير الهم المشترك، ولتسوية بعض المنازعات العربية والحد من صراعاتها، كصراع أزمة لبنان عام 1958.كما مثلت الجامعة منصةً لصياغة وإبرام العديد من الوثائق التاريخية لتعزيز التكامل الاقتصادي بين بلدان الجامعة. أحد أمثلة هذه الوثائق المهمة وثيقة العمل الاقتصادي العربي المشترك، والتي تحدد مبادئ الأنشطة الاقتصادية في المنطقة.
لكل دولةٍ عضوٌ صوتٌ واحدٌ في مجلس الجامعة، ولكن القرارات تلزم الدول التي صوتت لهذه القرارات فقط.كانت أهداف الجامعة في عام 1945: التعزيز والتنسيق في البرامج السياسية والبرامج الثقافية والاقتصادية والاجتماعية لأعضائها، والتوسط في حل النزاعات التي تنشأ بين دولها، أو النزاعات بين دولها وأطرافٍ ثالثة. وعلاوة على ذلك، الدول التي وقعت على اتفاقِ الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي في 13 أبريل 1950 ملزمةٌ على تنسيق تدابير الدفاع العسكري.
لعبت الجامعةُ العربيةُ دورا هاما في صياغة المناهج الدراسية، والنهوض بدور المرأة في المجتمعات العربية، وتعزيز رعاية الطفولة، وتشجيع برامج الشباب والرياضة، والحفاظ على التراث الثقافي العربي، وتعزيز التبادلات الثقافية بين الدول الاعضاء. فقد تم إطلاق حملاتٍ لمحو الأمية، وعمليات نسخٍ للأعمال الفكرية، وترجمةٍ للمصطلحات التقنية الحديثة لاستخدامها داخل الدول الاعضاء. كما تشجع الجامعة اتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة الجريمة وتعاطي المخدرات، وللتعامل مع القضايا العمالية، ولا سيما بين القوى العربية العاملة في المهجر.
تأسست الجامعة العربية في القاهرة عام 1945، وكانت لحظة إنشائها تظم كل من مصر والعراق ولبنان والسعودية وسوريا وشرق الأردن (الأردن منذ عام 1946) واليمن. زاد عدد الدول الأعضاء زيادة مستمرة خلال النصف الثاني من القرن العشرين بدخول 15 دولة عربية أخرى إلى خانة العضوية، وانضمام أربعة دول بصفة مراقب.
علقت عضوية مصر في عام 1979 بعد قيامها بالتوقيع على معاهدة سلام مع إسرائيل، ونقل مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس، إلا إن الدول العربية أعادت العلاقات الدبلوماسية مع مصر في عام 1987 وسمح لمصر بالعودة إلى الجامعة في عام 1989، وأعيد مقر الجامعة إلى القاهرة مرة أخرى.
في سبتمبر من عام 2006 قبلت عضوية فنزويلا في بصفتها مراقب، وانضمت الهند أيضا بهذه الصفة في عام 2007.
وعلى الرغم رجوع 20% من سكان إسرائيل الحاليين إلى أصلٍ عربي وإنحدار ما يقرب من نصف عدد سكانها اليهود من اليهود العرب ومن كون اللغة العربية إحدة اللغات الرسمية فيها فإنها ليست عضو بالجامعة، كما أن تشاد ليست عضو أيضاً رغم أن اللغة العربية تستخدم بشكل رسمي وعامي هناك
هناك أربعة دولٍ مراقِبة في الجامعة وهذه صفة تعطيهم الحق في التعبير عن آرائهم وتقديم النصح، لكنها لا تعطيهم الحق في التصويت.
بحسب المادة الثانية عشرة من ميثاق جامعة الدول العربية، يتم تعيين أمين عام للجامعة بموافقة ثلثي أعضائها. وهو الممثل الرسمي في جميع المحافل الدولية. ومنذ إنشاء جامعة الدول العربية في مارس 1945 تولى رئاسة الأمانة العامة عدد من الشخصيات العربية المرموقة.
عبد الرحمن عزام- مصري (1945- 1952)
محمد عبد الخالق حسونة- مصري (1952-1972)
محمود رياض –مصري (1972-1979)
الشاذلي القليبي – تونسي (1979 -1990)
أحمد عصمت عبد المجيد – مصري (1990- 2001)
عمرو موسى – مصري (2001 – حتى الآن )
أيد ميثاق جامعة الدول العربية ” مبدأ الوطن العربي الواحد، مع إعلان الاحترام للسيادة الفردية للدول الأعضاء.تمت الموافقة على النظام الداخلي لمجلس الجامعة ولجانها في أكتوبر من عام 1951.أما نظام الأمانة العامة فقد تمت الموافقة عليه في مايو أيار عام 1953.
تتشابه الجامعة العربية مع منظمة الدول الأمريكية، ومجلس أوروبا والاتحاد الأفريقي في إنشائها لأغراضٍ سياسيةٍ في الأساس.ولكن العضوية في الجامعة مبنيةٌ على أساس الثقافة بدلا من الجغرافيا.وتتماثل الجامعة العربية في هذا مع الاتحاد اللاتيني والمجتمع الكاريبي.
تختلف الجامعة العربية اختلافا كبيرا عن الاتحاد الأوروبي، فلم تحقق الجامعة العربية مقدارا ملحوظا من التكامل الإقليمي، وليس للجامعة علاقةٌ مباشرةٌ مع الدول الأعضاء.ولكن الجامعة العربية مبنيةٌ على مباديء تدعم وتروج لقوميةٍ عربيةٍ موحدةٍ وتوحيد مواقف الدول الأعضاء بخصوص مختلف القضايا.
جميع أعضاء الجامعة العربية أعضاءٌ في منظمة المؤتمر الإسلامي.كما أن هناك مجموعاتٍ فرعيةٍ في الجامعة، مثل “مجلس التعاون الخليجي” و”اتحاد المغرب العربي”.
المصدر: وكالات