قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن الانتخابات التمهيدية التي جرت أمس الأول الثلاثاء أكدت حقيقة واقعة في حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية وهي أن عام 2016 هو عام الناخب الأمريكي الأبيض الغاضب.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن هؤلاء الناخبين البيض الغاضبين هم الذين دفعوا مرشح الرئاسة الجمهوري الملياردير دونالد ترامب الى تحقيق انتصارات مقنعة في ولايتي ميتشيجان وميسيسيبي امس الاول الثلاثاء وفي مختلف الولايات الامريكية حتى الآن. كما ان هؤلاء الناخبين هم ربما الذين يساعدون ترامب في تحقيق مزيد من التقدم في الاسابيع القادمة في العديد من الولايات الصناعية الأمريكية الكبرى.
وأضافت الصحيفة أن الحقيقة التي لم يلاحظها كثيرون هي أن عدم رضا الرجل الابيض هو الذي ساعد أيضا المرشح الديموقراطي السيناتور بيرني ساندرز في تحقيق فوز مفاجئ على منافسته هيلاري كلينتون في ولاية ميتشيجان أمس الاول الثلاثاء وقد يجعله يستمر في السباق الرئاسي لعدة اسابيع اخرى.
وترى صحيفة “وول ستريت جورنال” أن هذا ربما يؤدي إلى ظهور الناخبين المتأرجحين الذين سيحسمون انتخابات الرئاسة في نوفمبر القادم، مشيرة إلى أن تأثير هؤلاء كان واضحا في تحقيق ترامب فوزا حاسما يوم الثلاثاء الماضي اذ حصل في ولاية ميتشيجان على اصوات 52% من الناخبين الرجال في حين خسر غالبية اصوات النساء بالولاية اذ حصل على 28% فقط من أصواتهن وفقا لاستطلاعات بعد الاقتراع.
كما حقق ترامب تقدما بين الناخبين الرجال في ولاية ميسيسيبي بنحو 20 نقطة كما فاز بأصوات النساء في نفس الولاية ولكن بفارق تسع نقاط فقط.
وتقول الصحيفة انه كلما زادت اصوات الناخبين الرجال الغاضبين في المعسكر الجمهوري كلما حقق مقاول العقارات ترامب تقدما في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الامريكية. فقد قال 41% من الجمهوريين في ولاية ميسيسيبي انهم يشعرون بالغضب ازاء الحكومة الفيدرالية وقد فاز ترامب بنسبة 57% من اصوات هؤلاء الغاضبين وفقا للصحيفة.
أما في ولاية ميتشيجان، اعلن 32% من الناخبين الجمهوريين غضبهم تجاه الحكومة الفيدرالية ما جعل ترامب يفوز بنسبة 48% من أصوات هؤلاء الغاضبين مقابل نسبة 24% ذهبت إلى منافسه السيناتور تيد كروز.
وقالت الصحيفة ان الناخبين البيض هم الذين يحافظون على زخم حملة السيناتور ساندرز في المعسكر الديموقراطي حيث أسهموا في تحقيق ساندرز تقدما على حساب هيلاري كلينتون التي تتمتع بشعبية بين النساء والأقليات.
وأشارت استطلاعات بعد الاقتراع الى ان اصوات الرجال أسهمت في فوز ساندرز بسهولة على هيلاري بنسبة 54% مقابل 44% أما هيلاري استطاعت الفوز بأصوات النساء وفقا لاستطلاعات بعد الاقتراع.
ويبدو أن ساندرز كما هو الحال بالنسبة لترامب يستطيع جذب أصوات الناخبين الذين يشعرون بالتهميش اقتصاديا والذين يعتبرون عدالة توزيع الدخل هي قضيتهم الرئيسية. وترى الصحيفة أن أصوات هؤلاء الناخبين البيض الغاضبين ربما تكون كافية لدفع الملياردير ترامب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري خاصة بعد الانتخابات التمهيدية القادمة في الولايات الصناعية الكبرى مثل اوهايو وايلينوي وميزوري لكنها ربما لن تكون كافية بالنسبة للسيناتور ساندرز لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي تمهيدا للوصول الى البيت الابيض.