عندما تستخدم نحو 670 كجم من الحرير الأسود الخالص المستورد من دولة إيطاليا، وتستهلك نحو 120 كجم من الذهب الخالص، و100 كجم من الفضة، فاعلم أنك تتحدث عن “الكعبة المشرفة” التي تُكسى بأغلى ثوب في العالم، سنويًا.
رئيس مصنع كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة الدكتور محمد باجود تحدث عن الثوب الذي تكتسي به الكعبة التي يرتبط بها ويزورها ملايين المسلمين في العالم، منوهًا إلى أن المصنع تشرف بصناعة الثوب في شهر محرم 1346هـ، عندما أصدر الملك عبدالعزيز، رحمه الله، أوامره بإنشاء دار خاصة بصناعة الكسوة فكانت هذه الدار أول مؤسسة خصصت لحياكة كسوة الكعبة المشرفة بالحجاز منذ كسيت الكعبة في العصر الجاهلي إلى العصر الحالي.
وبحسب الدكتور باجود، فقد اعتمد المصنع خطة زمنية محددة لصناعة الثوب تمتد لـ”8″ أشهر، يتم خلالها استكمال مراحل خياطة الثوب وانتهاءً بيوم تغيير الثوب القديم واستبداله بالجديد على جدران الكعبة المشرفة، وهو يوم وقوف الحجاج على عرفة التاسع من ذي الحجة.
وتستغرق مدة تركيب الثوب نحو 13 ساعة، ويصل عدد المكلفين بذلك إلى 100 شخص تتوزع مهامهم بين “خياطين ومساعدين وعمال”.
ويقدر محيط الحزام الخاص بالثوب 47 مترًا، وارتفاع 95 سنتمترًا، فيما تقدر تكلفة الثوب المادية ما بين 22 إلى 25 مليون ريال سنويًا.
ونظرًا لثقل ستارة الباب يتم تعليقها مباشرة على جدار الكعبة المشرفة، كما تُشكل لجنة من المختصين في المصنع لمراجعة وتثبيت القطع المطرزة في مكانها المناسب، وكذلك التأكد من اتصال تكرار الجاكارد والتأكد من عرض كل جنب على حده، والقطع المطرزة المثبتة عليه.
وذكر باجود أن المصنع لا يقف إلى حد الصناعة والتركيب فقط، بل يتعدى ذلك إلى العناية به على مدار الساعة طوال العام، إذ يتم تخصيص خياطين وعمال لتنظيف الثوب والعناية به.
ويضم المصنع “210” عمال موزعين في أقسام المصنع في الخياطة، والطباعة، والمتابعة، والدباغة، كما يستقطب المصنع فئة الشباب من خريجي الكليات التقنية لتدريبهم بالمصنع قبل تخرجهم بـنحو 9 أشهر لتعليمهم كيفية الغزل والخياطة، ومن ثم توظيفهم.
المصدر : وكالات