تعتبر انتخابات الرئاسة الأميركية أوضح دليل على الانتخابات غير المباشرة، وتبدأ منذ لحظة إعلان الشخص عن ترشيح نفسه، قبل أن تنطلق رسميا في فبراير لتمر بأربع محطات رئيسية.
وكانت الانتخابات التمهيدية قد انطلقت من ولاية أيوا في الأول من فبراير الجاري، لتشكل أول الطريق في نظام انتخابي معقد وطويل ومكلف ماديا، بحيث يشهد تساقطا للمرشحين لخوض انتخابات الرئاسة على مدى نحو 10 شهور.
على كل مرشح لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية أن يمر بمراحل أربعة رئيسية للوصول إلى البيت الأبيض، وأولها هي الانتخابات التمهيدية بشقيها، العلنية والخاصة، وسيكون يوم السابع من يونيو آخر يوم في هذه الانتخابات حيث ستشارك فيها 6 ولايات.
تنقسم الانتخابات الأولية إلى تمهيدية ومجالس انتخابية
أما الانتخابات التمهيدية فهي تلك التي يتم الاقتراع بشكل مباشر وسري وخاص وتستمر طوال اليوم، في حين أن المجالس الانتخابية (كوكوس) عبارة عن تجمع من أعضاء الحزب الذين يناقشون برامج المرشحين الانتخابية، يتم على إثرها اتخاذ قرار بتأييد هذا المرشح أو ذاك.
وكلمة كوكوس هي كلمة كان يطلقها السكان الأصليون (الهنود الحمر) على ما يعرف بـ”تجمع زعماء القبائل”.
تنتهي المرحلة التمهيدية من الانتخابات بعقد كل من الحزبين الرئيسيين، أي الديمقراطي والجمهوري، مؤتمراتهما العامة التي يحضر كل منها ممثلون عن الحزبين للإعلان عن المرشح الأمثل والأفضل في كل منهما لخوض الانتخابات الرئاسية، ثم يقوم المرشح باختيار نائب له قبل أن ينطلقا في حملة الانتخابات الرئاسية.
وتقرر عقد المؤتمر في “كويكن لونز أرينا” في كليفلاند بولاية أوهايو، حيث سيحضره 2472 مندوبا جمهوريا من كل الولايات، يحتاج المرشح المفضل لخوض انتخابات الرئاسة إلى أصوات 1237 مندوبا منهم.
وفي انتخابات العام 2016، حدد الحزب الجمهوري موعد ومكان انعقاد مؤتمره العام، إذ سينتظم في الفترة بين 18 إلى 21 يوليو.
أما الحزب الديمقراطي، فسوف يعقد مؤتمرا عاما في الفترة بين الخامس والعشرين والثامن والعشرين من يوليو، كما ستعقد مؤتمرات وفعاليات أخرى جانبية خلال الفترة نفسها.
وتقرر عقد المؤتمر في مركز ويلز فارغو في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، بينما تعقد فعاليات أخرى في مركز بنسلفانيا للمؤتمرات، ويحضره 4764 مندوبا ديمقراطيا، وبالتالي فإن المرشح المفضل للحزب لخوض الانتخابات سيكون بحاجة إلى أصوات 2383 مندوبا.
بعد تحديد كل حزب لمرشحه لخوض الانتخابات الرئاسية تنطلق الحملات الانتخابية إلى أن يأتي يوم الاقتراع في الثامن من نوفمبر المقبل.
في يوم الاقتراع، يدلي الشعب الأميركي في كل الولايات بأصواته في انتخابات مباشرة لانتخاب الرئيس ونائبه، غير أنه في الواقع يكون يصوت لاختيار ناخبين يمثلونه.
ويطلق على الناخبين الممثلين للشعب اسم “المجمع الانتخابي”، وهو الذي ينتخب الرئيس الأميركي ونائبه بشكل مباشر بدلا من الشعب.
ويتألف المجمع الانتخابي من 538 مندوبا عن الشعب ويسمى “ناخبا”، ويحدد الدستور الأميركي لكل ولاية من الولايات عددا من الناخبين يساوي عدد أعضاء ممثلي الولاية في الكونغرس.
ولكل مندوب منهم صوت واحد يمنحه للمرشح الرئاسي وآخر لنائب الرئيس.
لكي يفوز المرشح بمنصب الرئيس ينبغي أن يحصل على 270 صوتا على الأقل من أصوات المجمع الانتخابي.
قد يحدث أن يفوز مرشح بالرئاسة لأنه فاز بأصوات المجمع الانتخابي رغم خسارته في التصويت الشعبي، كما حدث لجورج دبليو بوش عام 2000، الذي فاز بالانتخابات رغم خسارته بالتصويت العام لصالح آل غور.
بعد فوز المرشح ونائبه بمنصب الرئيس الأميركي ونائب الرئيس تبدأ الاستعدادات ليوم التنصيب الذي يصادف العشرين من يناير 2017.
المصدر: وكالات