شددت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية على ضرورة تدخل الولايات المتحدة في ليبيا قبل أن يستولي تنظيم داعش الإرهابي على مزيد من المناطق هناك، مؤكدة أنه في نهاية الأمر، لا يجب أن يشكل إيجاد حل سياسي ليبي شرطا مسبقا لاتخاذ إجراء ضد هذا التهديد الإرهابي.
وذكرت الصحيفة، في مقال افتتاحي أوردته اليوم الخميس على موقعها الإلكتروني، أنه في بداية عام 2014، تنحت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما جانبا عندما بدأ داعش في بسط نفوذه من شرق سوريا إلى العراق، وظلت تلعب دور المتفرج في وقت استولى فيه الإرهابيون على مدينة تلو الأخرى، بينها الموصل.
وأشارات الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي تم فيه أخيرا شن ضربات جوية أمريكية لمنع سقوط كردستان العراق، كان داعش يمتلك أراض وموارد اقتصادية وتجهيزات عسكرية كافية لتعزيز قاعدة هائلة، وبالتالي ورغم مرور 18 شهرا من القصف الأمريكي، لا يزال التنظيم الإرهابي صامدا.
وأوضحت الصحيفة أن شيئا مماثلا يحدث الآن في ليبيا، فقد تحالف مسلحون مع داعش الذي يسيطر على مدينة سرت، ويتوجه مجندون أجانب إلى سرت بتوجيهات من سلطات داعش في سوريا، حيث يمكنهم إنشاء “إمارة” جديدة دون أن تطالهم الهجمات الغربية.
ومضت واشنطن بوست تقول في افتتاحيتها أن كبار مساعدي الأمن القومي لأوباما يبلغونه، على الملأ في بعض الأحيان، بأنه من الضروري التدخل عسكريا بشكل عاجل لمنع ترسيخ قاعدة إرهابية جديدة، غير أن البيت الأبيض يراوغ في الأمر مرة أخرى، وهو تردد قد ينذر بتكرار كارثة العراق.
ولفتت الصحيفة إلى أن السبب الرئيسي الذي ذكره مسؤولو الإدارة أمريكية لتأجيل أي تدخل في ليبيا هو الرغبة في تشكيل حكومة جديدة هناك قبل اتخاذ إجراء عسكري، مؤكدة انه في نهاية الأمر، لا يجب أن يشكل إيجاد حل سياسي في ليبيا شرطا مسبقا لاتخاذ إجراء ضد تهديد داعش الإرهابي.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالإشارة إلى أن فرص منع داعش من التوغل في ليبيا موجودة الآن، إذ يجب على الولايات المتحدة وحلفائها شن ضربات جوية في سرت ومساعدة قوة حماية ليبية تحاول حراسة منشآت النفط في البلاد، مؤكدة أن أوباما حاول أن يتنحى جانبا في العراق وسوريا، وينبغي عليه ألا يكرر نفس الخطأ في ليبيا.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)