أكد السفير محمد إدريس مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية أن مصر تتحرك بقوة لدعم الاستقرار والتنمية في جنوب السودان، مشيراً إلى حرصها على أن يظل الخلاف في جنوب السودان سياسياً، وألا يتطور إلى صراع عرقي أو إقليمي، لأن ذلك ستكون له عواقب وخيمة على الاستقرار في جنوب السودان ودول الجوار وعلى المنطقة.
وأوضح السفير إدريس – في تصريحات بأديس أبابا – أن مصر تقدم الدعم والمساندة من أجل التنمية في جنوب السودان، كما أن لها علاقات طيبة مع جميع الأطراف هناك، وتقوم بحث طرفي النزاع على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، لإنهاء النزاع المسلح الذي كلف جنوب السودان ضحايا وخسائر مادية وبشرية.
وشدد إدريس على أن مصر مستعدة لمساعدة الأطراف على تحقيق السلام والإستقرار والتنمية بجميع الوسائل الممكنة.
وأكد أن موقف مصر العام في التعامل مع النزاعات بالقارة الأفريقية ينطلق من أن تحقيق السلم والأمن والإستقرار والتنمية في أفريقيا يعد مصلحة استراتيجية مصرية، ومن ثم فإن انضمام مصر إلى عضوية مجلس الأمن والسلم الأفريقي يضع مصر في موقع أكثر فاعلية وتأثيرا في قضايا القارة.
وفي هذا الصدد، أشار إلى أن مصر تقوم بدور هام من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الأفريقي في قضية بوروندي، حيث شاركت مصر في وفد مجلس الأمن الدولي الذي زار بوروندي بمشاركة مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عمرو أبو العطا، كما أوفدت مصر مبعوثاً خاصاً إلى بوروندي مؤخراً، وهو السفير حمدي لوزا، الذي التقى بالرئيس البوروندي في إطار تحرك مصر لدعم الحوار الوطني في هذا البلد الأفريقي للتوصل إلى صيغة للوفاق تحقق الإستقرار للحيلولة دون تفجر النزاع الذي يضر ببوروندي والقارة الأفريقية.
وحول رفض حكومة بوروندي مقترح الإتحاد الأفريقي لإرسال قوة أفريقية، أوضح السفير إدريس أن هناك حاجة للبحث في أسلوب يحقق الهدف الأفريقي لحفظ السلام والأمن، ويحول دون تفاقم النزاع، وبين موقف بوروندي بما يحقق التعاون.
وبشأن التعاون الأفريقي في مجال مكافحة الإرهاب، أشار إدريس إلى أن هناك توازناً مهماً بين الدول الأفريقية في هذا المجال من خلال العديد من الأطر للتعاون الإقليمي وتفعيله، حيث أن تحدي الإرهاب بات يمثل تحدياً كبيراً للقارة، لا سيما في منطقة الساحل والصحراء بوسط وغرب القارة، والتي تشهد حالياً تفاقما لظاهرة الإرهاب كجريمة مركبة ترتبط بها جرائم الإتجار بالبشر وتهريب المخدرات وتجارة السلاح، وغيرها من الجرائم.
وأضاف أن مصر تتحرك بقوة في مكافحة الإرهاب، حيث ستستضيف، في مارس القادم، اجتماع وزراء دفاع 28 دولة من دول تجمع الساحل والصحراء، حيث أن هناك إدراكاً بأن هذه الجريمة وتوابعها لا يمكن مواجهتها بشكل فردي، ولابد من مواجهتها بالتعاون الجماعي، ومن خلال جبهة أفريقية واسعة، سواء في إطار متعدد الأطراف أو في الإطار الثنائي.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)