كشف الباحث الأثري ربيع راضي عبدالقادر مدير عام إدارة ترميم قصور ومتاحف رئاسة الجمهورية بوزارة الآثار عن تقنية علمية مبتكرة لترميم الفسيفساء في دراسة علمية تحت عنوان “دراسة علمية لتقييم المواد المستخدمة كحوامل بديلة للفسيفساء من العصر اليوناني الروماني لاختيار أنسبها للتطبيق على أحد النماذج المختارة”.
وقال الأثري ربيع راضي إن الفسيفساء هي حرفة صناعة المكعبات الصغيرة عن طريق تثبيتها فوق الأسطح الناعمة وتشكيل التصاميم المتنوعة ذات الألوان المختلفة ويستخدم فيها الزجاج أو الأحجار أو الصدف أو المعادن وينتج تلف الفسيفساء عن عوامل فيزيائية كالرطوبة والحرارة وتأثير المياه الأرضية والأملاح وعوامل كيميائية كالملوثات الجوية وعوامل التلف البيولوجية من كائنات حية دقيقة وحشرات والكوارث الطبيعية كالزلازل ثم التلف البشري والمتمثل في الترميم الخاطئ والتلف المتعمد وغير المتعمد من قبل الإنسان.
وأوصى بضرورة استخدام حامل “فريت كرومات” مع الكربون فيبر كحامل بديل للفسيفساء نظرا لتميزه عن الحوامل التقليدية بالعديد من الخواص، والاهتمام بتسجيل،وتوثيق قطع الفسيفساء الموجودة بمصر توثيقا علميا يليق بمكانة مصر وحضارتها وأهمية الفسيفساء بصفة خاصة كأحد الفنون العريقة، إلى جانب إنشاء متحف متخصص للفسيفساء بمصر لعرض القطع المتواجدة بمخازن الآثار وإنشاء إدارة متخصصة لترميم الفسيفساء تجمع المتخصصين في ذلك المجال، ما يعود بالنفع على الفسيفساء كتراث ثقافي وحضاري عريق بمصر.
كما أوصى باستخدام البولي يوريثان كطبقة توسطية مع حامل “فريت كرومات”، وذلك بسبب خواصه الفيزيائية والميكانيكية التي تتناسب مع مادة الألفريت كرومات والكربون فيبر، ووضع آلية تمكن الباحثين من القيام بإجراء الجانب التطبيقي لأبحاثهم العلمية دون عناء وضرورة عقد دورات تدريبية في ترميم الفسيفساء الأثرية لأخصائي الترميم قبل القيام بأي أعمال ترميم للفسيفساء الأثرية.
من جانبه، قال خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان إن تلك الدراسة ألقت الضوء على المواثيق الدولية التي تحدد الحالات التي تستدعي نزع الفسيفساء الأثرية والاحتياطات الواجب مراعاتها عند النزع وطريقة تخزين الفسيفساء المنزوعة، وتعرضت الدراسة بالتجربة لتقييم المواد المستخدمة كحوامل بديلة للفسيفساء عن طريق تجهيز حوامل بديلة تقليدية وحديثة وتعريضها للتقادم الصناعي ثم قياس الخواص الفيزيائية والميكانيكية لها للوصول إلى أفضل حامل بديل للفسيفساء الأثرية لتطبيقه على فسيفساء أثرية من العصر اليوناني الروماني.
وأضاف أن الجانب التطبيقي في الدراسة تم على فسيفساء يونانية رومانية بالإسكندرية، حيث تم نزع الفسيفساء من حاملها القديم وتنظيفها وتطبيق حامل فريت كرومات، والتي أثبتت الدراسة أنه أفضل حامل بديل للفسيفساء على مستوى العالم، ما يعد التطبيق الأول للمادة محليا وعالميا كحامل بديل لعلاج وصيانة الفسيفساء الأثرية وقد سجل أفضل النتائج في قياس جميع الخواص الفيزيائية يليه حامل “الراتنجات” المخلقة صناعيا والمدعمة بألياف الصوف الزجاجي، ثم حامل خلايا عش النحل، ما يستوجب تطبيقها على ترميم الفسيفساء داخل مصر وفي جميع أنحاء العالم.
وتابع أن هذه النتائج ستؤدي إلى الاستغناء عن حامل الجير وحامل الجبس للفسيفساء لأن حامل الجير هو الأثقل وزنا مقارنة بباقي الحوامل، بينما حامل “فريت كرومات” هو الأخف وزنا، وكذلك حامل الجبس لأن مسامية حامل الجبس هي الأعلى، بينما مسامية “فريت كرومات” هي الأقل، كما أن حامل الجبس هو الأعلى امتصاصا للماء، بينما “فريت كرومات” هو الأقل امتصاصا للماء من التجارب المعملية، حيث إن امتصاص الماء لحامل الجبس 54%، بينما امتصاص الماء لحامل فريت كرومات 56% وهي أقل نسبة امتصاص للماء تم تسجيلها بين الحوامل البديلة موضوع الدراسة.
المصدر : أ ش أ