رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن التدخل العسكري الروسي في سوريا بدأ يؤتي ثماره أخيرا ويولد مكاسب على الأرض لصالح قوات الحكومة السورية، لتميل كفة المعركة بذلك لصالح الرئيس السوري بشار الأسد بشكل قلل فجأة بدرجة كبيرة احتمالات نجاح مسعى إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتوصل إلى تسوية سياسية للحرب.
ولفتت الصحيفة – في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء – إلى أن هذه المكاسب لا زالت صغيرة وصعبة المنال ولا تضيف الكثير من الأرض التي يتم السيطرة عليها من جانب الحكومة السورية.
واستدركت الصحيفة قائلة: إن الضربات الجوية القاسية التي استهدف معظمها المعارضة المدعومة من جانب الغرب لحكم الأسد، بدأت بعد ثلاثة أشهر ونصف تثبت أنها كافية لأن تنفي بما لا يدع مجالا للشك أي احتمال للإطاحة بالأسد من السلطة بفعل الانتفاضة المستمرة منذ خمس سنوات تقريبا ضد نظامه، مضيفة أن المكاسب التي تحققت على الأرض تدعو إلى التساؤل عما إذا كان يمكن عقد مفاوضات جادة لإنهاء الصراع، حيث يبدو أن الأسد وحلفاءه صاروا الآن مقتنعين بأن بإمكانهم الفوز به.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن محادثات السلام – المقرر أن تبدأ في جنيف الأسبوع المقبل – هي بالفعل موضع شك بسبب خلافات بين روسيا والولايات المتحدة، وهما الداعمان الرئيسيان لهذه المحادثات، حول من الذي ينبغي دعوته للمشاركة في هذه المحادثات.
وأوضحت أن روسيا والحكومة السورية تعارضان قائمة ممثلي المعارضة المشاركة المدعومة من الولايات المتحدة، والتي وضعت في العاصمة السعودية، الرياض، الشهر الماضي وتضم ممثلين لبعض جماعات المعارضة الرئيسية، بدعوى أنهما لن يتفاوضا مع “إرهابيين”، على حد وصفهما، حيث تضغط روسيا لإدراج مجموعة من رموز المعارضة – وافقت عليها الحكومة السورية – ممن لا يزالون على ولائهم للأسد ومن الأكراد السوريين أيضا، الذين يخوضون حربا مختلفة إلى حد ما لصالحهم بشمال شرق سوريا.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط