قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الولايات المتحدة دفعت فدية طائلة مقابل الإفراج عن أربعة أمريكيين كانوا محتجزين لدى إيران، وذلك ضمن صفقة لتبادل السجناء بين البلدين.
واعتبرت الصحيفة في عددها- اليوم الاثنين- أن توقيت الإفراج عن الأمريكيين من قبل إيران لم يكن من قبيل الصدفة، ذلك لأنه تم يوم السبت، وهو اليوم الذي دخل فيه الاتفاق النووي مع طهران حيز التنفيذ، “الأمر الذي يعني أن ما يربو على المئة مليار دولار ستتدفق قريبا نحو إيران…”.
وكانت طهران قد أفرجت السبت عن الأمريكيين الأربعة، وهم: جيسون رضائيان مدير مكتب واشنطن بوست في طهران، وسعيد عابديني القس من إيداهو، وأمير حكمتي العسكري السابق بمشاة البحرية الأمريكية من ولاية ميتشيجان، ونصرة الله خسروي.
ومع أن الصحيفة أبدت ارتياحها لرؤية الأمريكيين الأربعة يعودون إلى وطنهم، فإنها اعتبرت أن اعتقالهم لم يكن له “أساس قانوني”.
وأشارت إلى أن البيت الأبيض وافق على العفو عن سبعة مواطنين إيرانيين أو إسقاط تهم بارتكاب جرائم في الولايات المتحدة كانت قد وُجهت لهم أو أُدينوا بها، وأغلبها كان لانتهاكهم عقوبات تهدف لعرقلة برامج إيران العسكرية أو النووية.
وقالت الصحيفة إن “إيران استعادت مواطنيها الذين ساعدوها في طموحاتها العسكرية، بينما استعدنا نحن أبرياء”.
وكشفت أن الولايات المتحدة لم تحل قضية روبرت ليفينسون، وهو العميل السابق لوكالة التحقيقات الاتحادية (أف بي آي) الذي اختفى في إيران عام 2007. وأضافت أن طهران تزعم أنها لا تعرف شيئا عن مكان وجوده.
كما أنها رفضت إطلاق سراح “أحدث رهائنها”، وهو سياماك نمازي أحد المديرين في قطاع الصناعة النفطية، الذي احتُجز في أكتوبر الماضي بتهمة التجسس، رغم أنه لم ترفع ضده أي قضية.
ومضت وول ستريت جورنال إلى القول إن البيت الأبيض أبلغ الكونجرس في ديسمبر أنه بصدد فرض عقوبات ضد 12 مؤسسة بزعم ضلوعها في برنامج إيران للصواريخ الباليستية، “ثم تخلى فجأة عن الفكرة في اليوم نفسه”.
ولم توضح إدارة الرئيس باراك أوباما قط السبب في هذا التغير المفاجئ، بل أنكرت أن دوافع التأجيل سياسية، بحسب تعبير الصحيفة.
غير أن وكالة رويترز أوردت السبت أن تخلي الولايات المتحدة عن فرض تلك العقوبات جاء بعد أن حذر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نظيره الأمريكي جون كيري بأن من شأن خطوة كهذه أن تُخرج صفقة تبادل السجناء عن مسارها، وهو الاتفاق الذي ظل الطرفان يتفاوضان حوله بسرية طوال أشهر.
وخلصت الصحيفة إلى أن كل هذه المواقف تُظهر أن الاتفاق النووي بدأ يتكشف عن أشياء جديدة كما توقع منتقدوه.
وختمت بالقول إن إيران أظهرت للعالم مجددا أن احتجاز رهائن أمريكيين أثناء ولاية أوباما الرئاسية يمكن أن تجني من ورائه “كسبا دبلوماسيا وعسكريا غير متوقع”.
المصدر: وكالات