استقبل وزير الخارجية سامح شكري اليوم الأحد وفداً مشتركاً من أعضاء مجلسي العموم واللوردات البريطانيين من ممثلي حزب المحافظين الحاكم، وذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها الوفد حاليا إلى مصر للتواصل وتعزيز العلاقات عقب تشكيل مجلس النواب المصري.
وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية عقب اللقاء بأن الوفد البريطاني أكد خلال مباحثاته مع الوزير سامح شكري على انه يأتي إلى مصر حاملاً رسالة إخاء وتعاون ورغبة بريطانية جادة في تعزيز العلاقات مع حكومة وشعب مصر، مهنئاً الحكومة المصرية على الاستكمال الناجح للمرحلة الأخيرة من خارطة الطريق وانعقاد أول جلسة لمجلس النواب الجديد.
كما أعرب الوفد البريطانى عن تطلعه إلى تجاوز أي شوائب قد تكون تأثرت بها العلاقات المصرية البريطانية مؤخراً.
كما أكد الوفد على تفهمه الكامل لحيوية قطاع السياحة المصري باعتباره قاطرة للاقتصاد، وانه سيوصى فور عودته بأهمية الاستئناف العاجل لحركة الطيران إلى شرم الشيخ واستعادة السياحة البريطانية في مصر إلى مستوياتها المعهودة.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية أن الوزير شكرى حرص خلال اللقاء على الرد على استفسارات الوفد البرلماني البريطاني بشأن تقييم مصر للأوضاع في المنطقة، مستعرضاً عناصر الرؤية المصرية وإطار التحرك الذي تقوم به مصر للمساعدة في حل الأزمات في ليبيا وسوريا واليمن، بالإضافة إلى تهدئة التوتر بين السعودية وإيران.
وفي السياق ذاته، استضافت الخارجية اليوم حلقة نقاشية بين وفد النواب البريطانيين من حزب المحافظين وعدد من الإعلاميين ورؤساء تحرير ورؤساء الأقسام السياسية بالصحف المصرية.
كما شارك في الحوار، الذي إداره المستشار احمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، نخبة من أعضاء مراكز البحث السياسية والسفير البريطاني بالقاهرة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية عقب اللقاء بأن الوفد البريطاني حرص علي إيصال رسالة إيجابية بشأن العلاقات المصرية البريطانية، حيث أشار الآن دنكان رئيس الوفد أن الوفد البريطاني يعد أول وفد برلماني يزور مصر بعد انعقاد البرلمان الجديد، وأن الجانب البريطاني يتطلع إلي تكثيف مثل هذه الزيارات البرلمانية خلال الفترة القادمة.
وأعرب دنكان عن تقدير بريطانيا لما تحقق في مصر من استقرار في عهد الرئيس السيسي بعد فترة من الاضطراب، مضيفا أن زيارة الوفد تعكس الاهتمام البريطاني بما يحدث في مصر من تطورات، وإدراك صانع القرار البريطاني لضرورة فهم التحديات التي تواجهها مصر بشكل واقعي وكذلك الإنجازات التي تتحقق بها.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية أن أعضاء الوفد أعربوا عن تفهمهم للضرر الذي أصاب قطاع السياحة المصري بعد قرار بريطانيا بتعليق رحلاتها إلي مصر، وأن الوفد سيعمل عند عودته علي نقل رسالة قوية إلي المسئولين البريطانيين بشأن ضرورة حل هذه المسألة في أقرب فرصة، وأن يعود السياح البريطانيون إلي مصر في القريب العاجل.
وأشار إلي أن اللقاء تضمّن نقاشا بين النواب البريطانيين والإعلاميين المصريين حول التقرير البريطاني الذي صدر مؤخرا بشأن جماعة الإخوان المسلمين، حيث أكد الوفد البريطاني أن حكومة بلادهم بحثت بدقة كل ما يتعلق بجماعة الإخوان واستنتج التقرير أن الجماعة تمثل تهديدا للفكر المعتدل والحكم الرشيد، حتي أن الفكر المتطرف للجماعة بدأ يخترق المدارس البريطانية وهو ما أثار حفيظة الرأي العام البريطاني الذي يحرص علي أن يتعلم النشء القيم البريطانية وليس الأفكار التي تحض علي العنف والإرهاب.
وأضاف أن تجربة الإخوان بالحكم في مصر كانت تجربة فاشلة، إلا أنه لا يمكنهم اتخاذ خطوات إضافية تجاه أعضاء الجماعة داخل بريطانيا إلا إذا ارتكبوا أفعالا خارجة عن القانون، كما أشار أعضاء الوفد إلي أن بريطانيا الآن بصدد إعداد إستراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب تتضمن مراجعة للإجراءات القانونية ذات الصلة بهذه الظاهرة.
وأكد رئيس الوفد أن مصر تمثل نموذجا للتعايش، وأنها صاحبة أقدم حضارة في المنطقة، وهو ما ينعكس علي العلاقات المصرية البريطانية التي تتسم بتعدد أبعادها لتشمل الجوانب الاقتصادية والأمنية والثقافية والتعليمية، وأن هناك مبادرة يجري العمل عليها الآن مع السفارة البريطانية لتنظيم مؤتمر اقتصادي بالقاهرة حول فرص الاستثمار في مصر، مؤكدا أن لقاءات الوفد مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية تميزت بالإيجابية.
وضم الوفد خمسة برلمانيين من حزب المحافظين من بينهم عضو بمجلس اللوردات ووزير الدفاع البريطاني السابق.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)