جمعت الصحف البريطانية الصادرة اليوم على تناول موضوع المجاعة في مضايا، وبلدات أخرى محاصرة في سوريا لم تلق الاهتمام ذاته من النشطاء والمهتمين.
وخصصت صحيفة التلجراف مساحة على صفحتها الأولى تحت عنوان “مليون سوري يواجهون المجاعة”.
وكتبت لويزا لوفلاك مراسلة شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة تقول: “هناك أكثر من مليون سوري عرضة للمجاعة في عشرات المناطق المحاصرة في أنحاء سوريا. وترى أرقام جديدة، وفقاً لما جاء في تحذير صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، أن استخدام سلاح التجويع والحرمان من الطعام في الحرب هو جريمة حرب.”
وتمضي لوفلاك قائلة “وفقاً لمركز مراقبة الحصار، وجدت دراسة للناس القابعين تحت الحصار، أن 49 من اصل 52 منطقة محاصرة تتحكم بها قوات موالية للأسد. اثنتان أخريان تحت سيطرة القوات المقاتلة، وواحدة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن التأثيرات الأكثر خطورة كانت في مضايا، المنطقة المعارضة قرب الحدود مع لبنان حيث ذعر العالم لمقتل 70 شخصاً هناك من الجوع.”
مجاعة
وتنشر التايمز، مقالاً لهانا لوسيندا سميث من اسطنبول بعنوان “قوات الأسد تخزن الطعام، بينما تضرب المجاعة مليون شخص”.
وتقول الكاتبة “وسط الاقليم الغني بالنفط في شرق سوريا، دخل حوالى 183 ألف شخص شهرهم الحادي عشر بلا كهرباء.”
وتضيف “كانت دير الزور ذات مرة مدينة غنية ومركزاً عالمياً لصناعة البيتروكيميائيات في سوريا. وباتت الآن مكاناً لطوابير من الناس ينتظرون الخبز والسجائر ويموتون بأمراض قابلة للعلاج بسبب غياب الأدوية الأساسية. انهم سكان يفتقرون إلى الحظ في آخر أربعة احياء ما زالت في قبضة الرئيس السوري بشار الأسد. ما تبقى من المدينة بات صحراء قاحلة تمتد في كل اتجاه وترزح تحت سيطرة تنظيم داعش”.
جياع آخرون
وتخصص صحيفة الجارديان مقالها الافتتاحي لمناقشة الموضوع ذاته تحت عنوان :”أخيرا، يمكن لمضايا أن تأكل، لكن الآلاف في مناطق أخرى ما زالوا جائعين”.
ويقول المقال الافتتاحي أن “الصور المرعبة للجياع تستحضر الصور المرعبة التي عرفها العالم في الحرب العالمية الثانية. اطفال هزيلون عظامهم ناتئة، ضعفاء البنية، يتوسلون بأصوات خافتة للحصول على طعام. هيكل عظمي لرجل جاع حتى الموت. القصص خلف هذه الصور لا تقل فظاعة: عائلات تأكل الأعشاب وأوراق الشجر، آباء لا يأكلون إطلاقاً كي يحيا أطفالهم. ليست هذه مشاهد من كتاب عن تاريخ القرون الوسطى، ولا من بلد ضربته كارثة طبيعية. وإنما من سوريا، البلد الذي يتعرض أبناؤه لأعمال وحشية لا يبدو أن لها نهاية.”
ويرى المقال أن “مأساة مضايا التي تبعد عن دمشق ساعة واحدة، بلدة بها 30 ألف مواطن محاصر منذ يوليو الماضي، عرف بها الرأي العام العالمي فجأة بعد نشر نشطاء سوريين صورا ومقاطع فيديو عن معاناة شعبها على وسائل التواصل الاجتماعي.”
ويضيف أن ما يحصل في مضايا ليس استثناء، “اذ هناك 15 بلدة سورية أخرى على الاقل محاصرة ويمنع دخول الطعام والأدوية إليها”.
لاجئون درّاجون
أوامر بجمع الدراجات وإصلاح تلك التي هجرها اللاجئون بعدما استخدموها للعبور بالقرب من معبر ستورسكوج.
تحت عنوان “النرويج تقول لـ550 لاجئ: اركبوا دراجاتكم وعودوا أدراجكم إلى روسيا”، كتبت نادية بيرد مراسلة الإندبندنت في موسكو تقول إن “النرويج يستعد لإعادة اكثر من 5500 لاجئ عبروا العام الماضي الى اراضيها قادمين من روسيا على متن دراجات هوائية، على الطريقة ذاتها التي جاءوا بها.
وتلقت الشرطة في كافة المقاطعات النرويجية أوامر بجمع الدراجات وإصلاح تلك التي هجرها اللاجئون بعدما استخدموها للعبور بالقرب من معبر ستورسكوغ العام الماضي، اذ رفضت السلطات النرويجية منح المهاجرين القادمين من روسيا اللجوء.
كولونيا تتسلح
وفي الديلي تلجراف موضوع عن المهاجرين أيضاً، لكن في ألمانيا.
وكتب جاستن هاغلر تحت عنوان “الألمان يتسلحون بعد الاعتداءات الجنسية ليلة رأس السنة”. يقول الكاتب ان “متاجر الأسلحة في كولونيا أبلغت عن ارتفاع عدد الطلبات للحصول على رخص لاقتناء أسلحة نارية، مع سعي الناس لحماية أنفسهم عقب الاعتداءات الجنسية التي وقعت في رأس السنة”.
ويضيف الكاتب أن الشرطة تلقت 73 طلب حصول على رخصة هذا العام، مقارنة مع مائة طلب في العام 2014 بكامله.
ووفقاً للمقال، “تواجه المستشار الألمانية أنجيلا ميركل ضغوطا متزايدة بسبب سياسة الابواب المفتوحة التي اعتمدتها مع اللاجئين، فيما أرسلت بلدة في بافاريا حافلة محملة باللاجئين الى أمام مكتب المستشارة احتجاجاً.”
جاكرتا كانت تتوقع ذلك
حذر خبراء أمنيون من الخطر الذي يشكله الجهاديون العائدون من الشرق الأوسط
وفي الإندبندت، مقال رأي لبيتر بوفام عن هجمات جاكرتا بعنوان: “بعد باريس ومقتل الجهاديين في سوريا، كانت جاكرتا تنتظر هذا المصير”.
ويقول بوفام: “كانت جاكرتا تستعد لتفجيرات من هذا النوع. فبعد هجمات باريس في نوفمبر الماضي، حذر خبراء أمنيون من الخطر الذي يشكله الجهاديون العائدون من الشرق الأوسط، على جاكرتا.”
وقال سيدني جونز من معهد التحليل السياسي للصراع ومقره جاكرتا : “هجمات باريس قد تحول الاهتمام لضرب أهداف دولية. نرى مزيداً من الإندونيسيين يقضون بضربات جوية في سوريا. وعندما نرى هذه الطريقة في الموت، علينا أن نتوقع ضربات انتقامية”.
هجمات إندونيسيا
قالت السلطات الإندونيسية إن المهاجمين أرادوا تقليد هجمات باريس
وتناولت التايمز تناولت تفجيرات جاكرتا، وكتب ريتشارد لويد باري وروجر ماينارد من جاكرتا، أن ما يعرف بتنظيم داعش “جلب الإرهاب إلى أكثر دول إسلامية كثافة سكانية للمرة الأولى، مطلقاً خمسة انتحاريين مدججين بالمتفجرات في قلب العاصمة الإندونيسية.
ورأى الكاتبان أن عدد الوفيات كان ليكون أعلى بكثير، غير أن التفجير غير المقصود لإحدى العبوات الناسفة قتل مهاجمين على الرصيف، قبل أن يقتلا عدداً آخر من الضحايا.
وقالت السلطات الإندونيسية إن المهاجمين أرادوا تقليد هجمات نوفمبر في باريس والتي أدت إلى مقتل 130 شخصاً.
ووفقاً لباري روجر، فإن “الانتشار السريع للتنظيم المتشدد عالميا يدق ناقوس الخطر لدى السلطات الأمنية بعد استهداف المتطرفين لإندونيسيا في الأعوام الأخيرة.”
المصدر: وكالات