ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” اليوم الخميس، أنه عندما انطلقت قناة “الجزيرة أمريكا” عام 2013، قال رئيسها حينئذ أنه لا يفكر كثيرا في المكاسب المالية، حيث أن القناة الإخبارية المُشَفَرة تدعمها الحكومة القطرية الغنية بالنفط والغاز في وقت كان سعر النفط قد بلغ 100 دولار للبرميل، غير أن شبكة الجزيرة الإخبارية أعلنت أمس الأربعاء عن تغيير كامل ومفاجئ باعتزامها إغلاق القناة المشفرة الأمريكية بنهاية شهر أبريل القادم، وذلك لأسباب اقتصادية خاصة بعد هبوط أسعار النفط إلى ما يقرب من 30 دولارا للبرميل حسبما قالت الصحيفة الامريكية.
وذكر بيان أصدره آل أنيستي المدير التنفيذي لقناة “الجزيرة أمريكا” أن البيئة الاقتصادية قد دفعت إلى اتخاذ قرار استراتيجي بشأن توقف عمل المحطة وإنهاء الخدمة.
وأوضحت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن تشارلز هيرينج رئيس مؤسسة هيرينج إعلامية والتي تدير شبكة “وان أمريكا نيوز” التي وصفتها الصحيفة بالمحافظة، أعلن رغبته في شراء قناة “الجزيرة أمريكا” وذلك نظرا لامتلاكها ترددات أوسع، وقد رفض متحدث باسم الجزيرة التعليق على هذه التقارير.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر مقربة من المحطة، أن هذه الخطوة تأتي عقب إعلان شبكة الجزيرة في الدوحة مؤخرا عن إجراء تخفيضات كبيرة في الشبكة التي تضم عددا من القنوات، ووفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي، يعتمد 90 بالمائة من ميزانية الحكومة القطرية على صناعات الطاقة.
وتقول الصحيفة الأمريكية إن قناة “الجزيرة أمريكا” واجهت مشاكل مالية خاصة بها، مشيرة إلى أنه بعد شراء محطة “كارنت تي في” من نائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل جور بمبلغ 500 مليون دولار، خصصت شبكة الجزيرة مبلغ 2 مليار دولار للمحطة الأمريكية.. كما استعانت الجزيرة أمريكا بنحو 800 صحافي وفتحت 12 مكتبا في الولايات الأمريكية المختلفة.
وكانت القناة تأمل في أن تتميز عن باقي القنوات الإخبارية المُشَفَرة من خلال إعداد تحقيقات صحفية غير أنها من الواضح اعتمدت على فضائح المشاهير وعلى البرامج السياسية التي أصبحت كحلبة للصراع.. كما أن القناة افتقرت إلى الرسومات الإيضاحية أو الجرافيكس التي ملأت شاشات محطات “سي ان ان” و”فوكس نيوز” و”ام اس ان بي سي” وغيرهم، وهو ما كان له تأثيرا على نسبة المشاهدة.
وقد واجهت “الجزيرة أمريكا” صعوبة في الحفاظ على عدد مشتركيها مما جعلها في بعض الأحيان تضطر إلى دفع أموال لشركات توزيع الخدمة بدلا من تحصيل عائدات منهم حسبما ذكرت مصاد مقربة من المحطة، ووصل عدد مشاهدي الجزيرة أمريكا في الغالب الى ما لايزيد عن 25 ألفا مما شكل تحديا أمام القناة في جذب سواء شركات الدعاية أو توزيع الخدمة.
وتقول “وول ستريت جورنال” إن “الجزيرة أمريكا” واجهت تحديات نتيجة لمشاعر العداء التي حملها الجمهور الأمريكي للجزيرة العربية بسبب الدعم التي وفرته القناة العربية لأسامة بن لادن بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001.
المصدر:أ ش أ