أظهرت الزيارة الأخيرة لمبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ إلى صنعاء مدى العلاقة الحميمة بين قيادة المليشيات الانقلابية صالح والحوثي والأمم المتحدة، التي ظلت تقاريرها طوال سنوات الصراع الماضية تغطي حالة الجرم والإبادة التي تمارسها المليشيات ابتداء من صعدة وانتهاء بتعز.
لم تختلف تقارير إسماعيل ولد الشيخ كثيرا عن تقارير جمال بن عمر الذي كان يصف جرائم الإبادة الحوثية في صعدة وعمران بأنها صراع سياسي بحت، مكتفيا بهدايا وعزائم اتباع صالح في منازل جبال مدينة حدة لتخفي كرما أمميا لا بعده كرم ليكمل خلفه المهمة ويكتفي بتلقي الهدايا وشهادات التكريم بدلا أن يتوجه إلى تعز المحاصرة والتي يتعرض أبناؤها لحرب إبادة للتأكد مما يدور ويقدم تقاريره من الأرض.
هذه الصورة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن العناصر الانقلابية نجحت في استدراج المبعوث الأممي إلى زريبة الفشل من خلال التكريم والكرم الذي يحظى بها، متناسيا عمله كمبعوث دولي محايد وشخصيته التي انتهكت من قبل المليشيات كما تنتهك تعز اليوم وتقتل بدم بارد وبمباركة أممية.