قال اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسى إنه أصدر عدة قرارات لتفعيل دور الشباب، حيث كلف البنك المركزي لتنفيذ برنامج لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وأضاف السيسى – فى كلمته باحتفالية يوم الشباب المصرى وإطلاق الموقع الإلكترونى لمشروع بنك المعرفة أن القطاع المصرفى سيقدم 200 مليار جنيه خلال السنوات الأربع المقبلة لدعم المشروعات الشبابية، ولن يزيد سعر الفائدة على 5 % ملكوش عندى حجة بعد ذلك.
وتابع : أتمنى أن تكون المشروعات متناهية الصغر أقل من 5 % على أن يتم تنفيذ البرنامج الطموح فى محافظات الصعيد والمناطق الحدودية».
وفيما يلى نص كلمة الرئيس السيسى :
” شباب مصر العظيم أتحدث إليكم حديثا متجردا نابعا من قلب أب يتحدث إلي ابنائه، حديث الاسرة الواحدة التي يجمعها بيتنا الكبير مصر .. فمصر ليست سكنا نعيش فيه ونعمل من أجله فقط وليست الطرق التي نمر بها وليست مجرد نهر وبحر وصحراء بل مصر هي تلك الحالة المتفردة من العشق التي تسكن النفس وتغمرها فيتحول حب الوطن الي جزء لا يتجزأ من نسيج الروح .
مصر هي ذلك النيل الخالد الذي يوهب الحياة ومنبع الحضارة التي صنعت التاريخ الانساني فبقيت أهرامها شامخة لتروي لنا عن عظمة الأجداد في مصر، وتتشابك قبب المساجد مع اجراس الكنائس لترسم للانسانية لوحة فريدة من المحبة والسلام .
ابنائي وبناتي أن شبابنا الابطال من ابناء القوات المسلحة والشرطة المدنية بطول وعرض الدولة وعلي حدودها يضربون اروع الامثلة في التضحية والفداء لحماية الوطن ومقدساته من اهل الشر الذين أرادوا أن يزرعوا الفوضي والعنف في ارضنا الطيبة، وكذلك كان شبابنا المتحمس يشق قناتنا الجديدة نحو المستقبل وينشئون منظومة الطرق القومية ويستزرعون الصحراء بعزيمة واصرار علي مواجهة التحديات .. سيتوقف التاريخ امامه بالفخر والاعتزاز .
وعلى مسار أخر كان ابنائي وبناتي من شبابنا في الجامعات والمدارس يستكملون رسم لوحة الوطن المبهجة يتلقون علومهم ويتفوقون فيها وأخرين في المصانع والمزارع يصنعون لامتنا المستقبل ويزرعون لنا سنابل القمح .
ابناء مصر الكرام إن الحديث عن الامل واقترانه بالشباب ليس مجرد كلمة بلاغية اقولها في مناسبة رسمية انما هي محاولة لإعادة الامور إلي نصابها كي تستقيم مسيرة هذه الامة وتصطحب خطواتها نحو التقدم والرقي، ولذلك فأنني اليوم في يوم الشباب ووسط هذه الكوكبة من شبابنا الرائع كمثقفين ومبدعين ورياضيين وسياسين قررت أن يكون عام 2016 عاما للشباب المصري،عاما نبدأ خلاله التأهيل الحقيقي للشباب من خلال منظومة علمية ممنهجة علي اسس وطنية .
بدأنا فى صناعة نموذج لهذه المنظومة من خلال اطلاق البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة كي يكون هذا النموذج قاعدة تشمل كل هيئات ومؤسسات الدولة لتأهيل الشباب .. وقد استجبت للمطالبات التي تقدم بها الشباب المتقدمين للبرنامج علي مواقع التواصل الاجتماعي من الذين لم يحالفهم الحظ في القبول حيث كلفت الفريق القيادي للبرنامج بأن يتم اتاحة محتوي الدورة لهم بالمجان، واتاحة الفرص لهم للتقديم في الدورات القادمة .
إن انطلاق مشروع بنك المعرفة المصري يعد نموذجا آخر لاتاحة المعرفة والعلوم كحق أصيل للمصريين عامة وللشباب خاصة حتى نكون بحق مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر ، وفي ذات الاطار فانني اصدرت حزمة من القرارات والتوجيهات لتفعيل دور الشباب في منظومة العمل الوطني توفر له الامكانيات للانطلاق في كافة المجالات التعليمية والثقافية والرياضية والثقافية والسياسية والاقتصادية.
لقد كلفت البنك المركزي باستغلال كافة امكانيات القطاع المصرفي لتنفيذ برنامج شامل ومتكامل لدعم وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال توجيه البنوك والقطاع المصرفي بتعزيز فرص تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة المملوكة للشباب لتصل الى نسبة لا تقل عن 20% من إجمالي القروض خلال السنوات الاربع القادمة.
وسيقوم القطاع المصرفي بضخ 200 مليار جنيه ، الامر ذلك من شأنه تقديم فرصة ل350 ألف شركة يمكن توفر فرص عمل لما يقرب من 4 مليون فرد .
كما أصدرت توجيهات للبنك المركزي على تخفيف أعباء خدمة القروض عن كاهل الشباب المصري بحيث يكون سعر الفائدة على القروض المقدمة لهم لتمويل المشروعات متناهية الصغر لا يزيد عن 5% سنويا ومتناقصة .
إن ما اتحدث فيه اليوم كان يعتبر احد المعوقات الحقيقة لاي شاب او مجموعة شباب ترغب في تنفيذ مشروع ، دائما كانت خدمة القرض تشكل اشكالية امامهم ، وأتمني أمام كل المصريين اليوم أن تصبح فائدة المشروعات متناهية الصغر اقل من 5% .
على أن يتم تنفيذ هذا البرنامج الطموح من خلال منظومة مصرفية ممتدة على مستوى الجمهورية وخاصة في محافظات الصعيد والمناطق الحدودية وبما يسمح بتقديم الخدمات الائتمانية لكافة قطاعات الشعب المصري دون اقتصارها على فئات بعينها .
كما وجهت وزارة الإسكان بالانتهاء من تنفيذ بناء 145 ألف وحدة سكنية بالإسكان الاجتماعي للشباب خلال 2016 بإجمالي تكلفة 20 مليار جنية ، واستكمالا للمشروع القومي الجاري تنفيذه بإجمالي 244 ألف وحدة سكنية ، وفي ذات السياق فإنني كلفت القائمين على مشروع استزراع المليون ونصف المليون فدان أن يخصصوا نسبة ملائمة من الأراضي بالتملك للشباب ،بالاستفادة من برنامج التمويل الحكومي للشباب.
وإيمانا من الدولة المصرية بأن التعليم هو السبيل للنهوض بقدرة أمتنا ، فإنني أمرت بتشيكل لجنة قومية متخصصة تحت رعاية رئاسة الجمهورية تشتمل على كافة الوزارات المعنية والمجالس التخصصية وكافة المؤسسات البحثية الوطنية المتخصصة في تحديث المناهج التعليمية لجميع المراحل الدراسة بحيث تحقق مجموعة من الأهداف أبرزها أن تراعي أحدث ما وصلت إليه الدراسات العالمية ، وتحقق ترسيخا لمنظومة الأخلاق وإطار القيم الوطنية في وجدان أبنائنا الطلبة والطالبات في مختلف المراحل التعليمية على أن تنتهي هذه اللجنة من عملها خلال 3 شهور.
ولأن الرياضة تسمو بالأخلاق والروح والتحدي فقد وجهت مجلس الوزراء ووزارة الشباب والرياضة بالتوسع في النشاط الرياضي والارتفاع بمستوى اللياقة البدنية للشباب المصري من خلال إطلاق دوري رياضي متكامل للمدارس والجامعات على مستوى الجمهورية يكون على أعلى مستوى من التنظيم واستغلال ما تم تنفيذه من بنية أساسية لمراكز الشباب في جميع المحافظات، على أن يتم دراسة الحوافز والمكافآت التشجيعية لممارسي الرياضة بالمدارس والجامعات.
الحقيقة سوف أتوقف في هذه النقطة ، عندنا ما يقرب من 4000 مركز شباب على مستوى الجمهورية ،وكان مستواهم لعهد قريب يحتاج لرفع كفاءة ، لقد انتهينا حتى الآن من 2700 ، والباقي خلال العام الحالي في 2016 سيتم رفع كفاءتهم بالكامل حتى يكونوا في خدمة المواطنين التي تقع مراكز الشباب في محيطهم ، لو تم الاهتمام بالفعل وبذلنا الجهود الحقيقة لتشجيع أولادنا على الاستفادة من هذه المراكز مع التنظيم الذي ستنفذه الدولة من مباريات ومسابقات سوف نحقق نقلة كبيرة في عالم الرياضة فى مصر.
ولإدراكنا العميق بأن معركتنا الحقيقة للحفاظ علي هذا الوطن هي معركة الحفاظ علي الهوية ، فإن الثقافة والفنون لابد أن تجد لها موقعا أفضل في أجندة اهتمامات شبابنا، ولذلك فأنني وجهت مجلس الوزراء بتشكيل مجموعة وزارية من الوزارات المعنية تتعاون مع المجالس التخصصية والمؤسسات الوطنية المتخصصة لإحياء دور قصور الثقافة من خلال التوسع في تنفيذ الفاعليات الثقافية والفنية بها وإقامة المسابقات الفنية من شباب الجامعات والمدارس علي المستوي القومي ..علي أن يكون هناك حافز ثقافي للشباب يشكل لديهم الدافع للارتقاء بمستواهم الثقافي والأدبي والفنى .
كما وجهت المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية بالتعاون مع كافة الأجهزة والمؤسسات المعنية بالدولة لإطلاق منتدي للحوار مع الشباب ، بحيث يكون نواة فاعلة لقناة اتصال حقيقية بين الدولة والشباب تضمن تبادل الرؤى والتوجهات بشكل حقيقي وواقعي علي أن يكون ناتج هذا الحوار هو بلورة لصيغة متكاملة لرؤية مشتركة بين الدولة والشباب يتم مناقشتها في مؤتمر وطني للشباب يعقد بمدينة شرم الشيخ خلال شهر سبتمبر القادم.
بناتى وابنائى أن الانسان ابن تجربته فلا تتخلوا عن تجربتكم ولا تتركوا شيئا او شخصا أو جهة تنال من عزيمتكم لأن التحدي أمام الوطن هائل، وإن الوطن يواجه بكم معركة بقاء تحتاج إلي إرادة حقيقية وصلبة ضد ما يحاك له .
تمسكوا بوطنكم وأمنوا به ضد من يدفعكم دفعا للكفر به، تمسكوا بالاخلاق وصحيح الدين ضد من يستخدمونه وسيلة لتحقيق مكاسب ضيقة تسلحوا بالعلم وواكبوا العصر كي تضمنوا لانفسكم ووطنكم مقعدا متميزا في ركب الحضارة.
اعملوا وتعلموا بتجرد واخلاص ..السيدات والسادة الحضور الكريم إن الدولة المصرية في لحظتها هذه تدرك تمام الادراك عن قناعة تامة إن هذا الوطن ليس مخصوصا لطائفة دون أخري وليس مصادرة لحساب جماعة أو فئة أو تيار أو فصيل انما هو وطن يتسع للجميع ويشكله الجميع دون استثناء عقائدي او جغرافي أو فكري أو عرقى .
ومن هنا فإنني اتقاسم معكم الأمل وانظر في عيونكم اللامعة فأزداد فخرا وتعتريني قوة لا يدركها إلا الله فكيف للمرء أن يقود أمة وينال شرف الوقوف في صدارة صفها دون أن تلهمه وتدعمه لمعة العيون الصادقة ولهفة الارواح .
ابنائي واخواتي أن الغد مشرق، وأن الغد لكم ومنكم وبكم وانتم الاقدر علي معالجة ما يتألمه هذا الوطن .. صناعة المستقبل بكم وبقوتكم ، وبقوتكم ستبقي مصر عزيزة أبية وبقوة شبابها ستحيا مصر .
وقال خلينى قبل ما اختم كلمتي اتكلم معاكم كلمتين ،عايزكم تسمعوا مني كويس أي أب بيحترم أولاده وبيحبهم عايزهم يبقوا احسن منه واللي عنده شك في كده يبقي عنده مشكلة في أبوته تجاه ابنائه ، وصدقوني عايز اقولكم والله اتمني أن يكون شباب مصر اوعي شباب وأكثر شباب العالم تقدما مهارة علي الاطلاق لانه ببساطة انتم ستتحملون المسئولية .. مسئولية وطن دلوقتي في 90 مليون ولابد انهم يعيشوا ويزيدوا ويكبروا وهما في أمان وسلام ، وعمر ما هيكون ده موجود الا لو كان في شباب فاهم تحديات بلده.
منذ أيام التقيت بمجموعة من الشباب وحين تحدثنا قالوا نحن محبطون بسبب عدم وجود فرص وكنا نرغب في الدخول للبرلمان ولكن لم تتحقق الفرص ، فسألت عن أعمارهم ما بين 23 ـ 25 ، فقلت إن تطور الامم لا يحدث في يوم وليلة لكن يحتاج إلى وعي حقيقي وفهم حقيقي للتحديات التي تواجه هذه الامة وبغير ذلك سنكون بنتحرك في الاتجاه غير السليم .
وضربت أمثلة لهؤلاء الشباب لما يتحقق وحتى ان لم يكن مرضيا ولكنه خطوة على الطريق لتجربة مصر التي يجب أن تنجح ، متسائلا كم يوجد تحت سن الاربعين في البرلمان ما يقرب من 200 اي ثلت البرلمان ..وفي 60 برلمانيا تحت 35 سنة ..وكم يضم من السيدات والشابات في البرلمان ما يزيد على 80 برلمانية ، ولكن ذلك ليس اقصى ما نتمناه ، لكن يجب أن نعلم أن هذه حالة بلدنا وكلنا لازم نقف جنب بلدنا، فعلق أحد الشباب بانني دائما أتحدث برفق.
إننى أتحدث دائما برفق لان الشعب المصري أسى كثيرا وحقه عليا أن اكون رقيقا معه ، القوة ليست بالصوت العالي ولكنها بالقرار وبالجدية والرجولة والالتزام ، لازم أتحدث برفق مع الناس لان ظروف بلادنا صعبة ونسبة كبيرة من المصريين حالتهم رقيقة بحاول ارفق بهم ، لكن ذلك لا يعنى انها ممكن تضيع أو اضيعها.
لا أحد يظن أبدا أن لين الكلام وحسن الخلق حاجة آخرى غير قمة البأس ، إن مصر كانت على المحك خلال السنوات الثلاثة الماضية ، والناس الشر مازلوا يصرون حتى صباح اليوم ..فهم لا يعرفون غير القتل والخراب والدمار لكن بقية شعب مصر يرغب في البناء والتعمير “
يا شباب مصر ..امن مصر واستقراره ومستقبله لست وحدى من أحمله في عنقي ولكننا نحمله جميعا ، نحن جميعا نحمى مصر ، بلدنا أولى بالحماية والرعاية والفهم الحقيقي لبلدنا..مصر ترغب من سنين طويلة ان تتقدم للامام ولن يتحقق ذلك الا بالصبر والعمل والجلد.
إن احتياجاتنا كثيرة وعددنا كبير ولازم حتى نكفي هذه الاحتياجات نعمل بجد ويكون لدينا أملا في الله ثم انفسنا ، في هذا اليوم الذي شهدنا فيه هذا الشباب الذي اتشرف بيه وكل شاب أو شابة بيتحرك ويصر على العمل من أجل بلدنا لكي تأخذ مصر مكانتها بكل المصريين ..تحيا مصر .
وفى ختام كلمة الرئيس السيسي عزفت الموسيقى السلام الوطني لجمهورية مصر العربية.