قالت حكومة جنوب السودان يوم الجمعة إنها مستعدة للحوار مع خصومها للحيلولة دون عودة الحرب بينما سعى وزراء أفارقة للتوسط من أجل السلام في بلد لا يتجاوز عمره عامين وقتل فيه المئات في اشتباكات هذا الأسبوع.
واتهم الرئيس سلفا كير وهو من قبيلة الدنكا نائبه السابق ريك مشار وهو من قبيلة النوير وأقيل في يوليو تموز بمحاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة.
واتسعت رقعة القتال الذي اندلعت شرارته يوم الأحد في العاصمة بسرعة وغذته الانقسامات العرقية.
وقال كير انه على استعداد للحوار. وأبلغ مشار اذاعة فرنسية انه مستعد “للتفاوض على رحيله عن السلطة” وأضاف أن الجيش قد يجبر كير على التنحي إذا لم يتقدم باستقالته.
وقال وزير الخارجية بارنابا ماريال بنجامين “الرئيس كير كان يقول دوما إنه لا يريد لشعبه أن يعود للحرب مرة أخرى … لهذا السبب تتفاوض الحكومة مع كثير من جماعات الميليشيات.”
وخاضت قوات حكومة جنوب السودان معارك لاستعادة السيطرة على بلدة مضطربة وأرسلت قوات لوقف اشتباكات في منطقة منتجة للنفط في صراع أجج الانقسامات العرقية في بلد لا يتجاوز عمره عامين.
وقال متحدث باسم الامم المتحدة وشاهد إن القتال بين جنود متنافسين في جنوب السودان اندلع في ثكنات عسكرية قريبة من بلدة بنتيو عاصمة ولاية الوحدة المنتجة للنفط.
وقال الصحفي بونيفاسيو تابان كيوتش من بنتيو ان قتالا عنيفا اندلع بين جنود من قبيلة النوير وجنود من قبيلة الدنكا في قرية روبكونا على بعد كيلومترين من بنتيو وانه بدأ مساء الخميس واستمر حتى الساعات الاولى من صباح يوم الجمعة.
وقال المتحدث باسم الامم المتحدة جوي كونتريراس ان 27 جنديا من قوات رئيس جنوب السودان سلفا كير لجأوا الى مجمع للمنظمة الدولية قرب روبكونا ومعهم 525 مدنيا.
وقال كونتريراس والصحفي انه لم يتضح بعد من يسيطر على بنتيو.
ونفى مشار الذي أدت اقالته من منصبه في يوليو تموز إلى أشهر من التوترات اتهام كير له بقيادة محاولة انقلاب.
وخاض الجانبان معارك شرسة حول بلدة بور شمالي جوبا التي كانت مسرحا لمجزرة عام 1991 ارتكبها جنود موالون لمشار بحق المئات من أبناء الدنكا.
ولجأ الالاف إلى مجمعات تابعة للأمم المتحدة بينهم نحو 200 من عمال النفط في إحدى مناطق إنتاج النفط الرئيسية. وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إن أفرادا من قبيلة النوير هاجموا قاعدة تابعة للمنظمة الدولية في ولاية جونقلي حيث تقع بور وربما أدى الهجوم لسقوط قتلى.
وقالت الأمم المتحدة إن ما بين 400 و500 قتيل سقطوا في الصراع ولجأ نحو 20 ألف شخص إلى قواعد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في البلاد. لكن المنظمة الدولية أضافت أن قوة حفظ السلام التي يتراوح قوامها بين سبعة وثمانية آلاف جندي لن تتدخل في الصراع.
وأدى القتال إلى زيادة حالة عدم الاستقرار في هذه المنطقة الهشة بالفعل من أفريقيا وعرقل جهود الدولة الوليدة لبناء مؤسسات فعالة.
المصدر: رويترز