عاد طباخ الملك سعود – يرحمه الله – إلى جدة روائيا، من خلال كتابه «مذكرات السويسري هوسيه أرنولد»، الذي عرضته الدار العربية للموسوعات في معرض جدة الدولي للكتاب.
ويروي أرنولد في كتابه، الذي ترجمته رنا الصيفي بحسب صحيفة عكاظ، حكايات وقصص سبعة أعوام قضاها طباخا في القصور الملكية 1956-1962، وإذا كان العمل في ظاهره توثيقيا إلا أنه اعتمد السرد الفاتن من خلال ذاكرة استرجاعية كشفت الكثير من المشاهد والصور المعبرة عن طيبة الملك سعود المتناهية ودهاء واستغلالية بعض العاملين معه في المطبخ الملكي.
ويحكي الكتاب قصة اللقاء الأول الذي تعلق فيه الطباخ السويسري بالملك سعود، خلال عمله في الخمسينات رئيسا لمخيم عمال أرامكو المشاركين في مد خط السكة بين الرياض والظهران، إذ تفاجأ ظهيرة أحد الأيام بمجموعة من «الأخويا» يفحصون الطريق، وأخبروه أن موكب ولي العهد العائد (عندما كان الملك سعود وليا للعهد) من رحلة صيد سيمر بهم، وربما احتاج طويل العمر وقتا للراحة بعد تناول الغداء، فبادر أرنولد إلى تهيئة المكان وأعد طبقا من الدجاج بالطماطم والفلفل والبصل (تشكن كاشياتوريه)، وبعد الغداء ارتاح الملك سعود في غرفة أرنولد، وقام لصلاة العصر، وشرب القهوة وغادر الموكب، وبعد أيام جاءته رسالة تسأل عن الطعام الذي قدمه في غداء (ولي العهد) فخشي أن يكون وقع مكروها للملك، وظل في قلق كبير حتى جاءته سيارة من الديوان الملكي تطلب حضوره إلى الرياض، فتيقن من حدوث أمر جلل، إلا أنه عندما وصل إلى الرياض والتقى الملك أبلغه شخصيا أنه تم تعيينه مشرفا على المطبخ الملكي، ونجح سريعا في كسب ثقة الأمراء والملوك الذين توافدوا على زيارة المملكة ومنهم شاه إيران وهيلاسيلاسي إمبراطور الحبشة الذين سجلوا إعجابهم بالطباخ السويسري المهاجر إلى أمريكا، والذي رسمت له الأقدار طريقا إلى جزيرة العرب وإلى الإسلام من خلال مجيئه مع ثلاثة آلاف موظف من موظفي «أرامكو» إلى المملكة.الكتاب في 237 صفحة من القطع المتوسط وتوزع على فصول بعناوين منها: (طبق الملك، لا مطبخ، بدو وبقشيش، عرائس بالمقايضة، نداء من واشنطن، أشخاص بالغو الأهمية، درب النبي، موسم في الفيء، سفينة الفوضى، وطهي الإبل، وداع بلاط مقفر.أرنولد تحول إلى الإسلام وتسمى يوسف، ومذكراته تروي القصص بموضوعية وشفافية بعيدا عن التزلف أو التحامل.
المصدر:وكالات