يأتى احتفال المسلمين بذكرى المولد النبى الشريف هذا العام فى ظل ظروف وأحداث بالغة السوء والصعوبة، أبرزها ما تقوم به ميليشيات تنظيم «داعش» الإرهابية من عمليات قتل وذبح وحرق ونشر للخراب والدمار هنا وهناك وهو ما يخالف بكل وضوح ما يدعو إليه نبى الرحمة ومنهجه النبوى من نشر لمبادئ وأسس الرحمة والتسامح والمحبة فى مختلف أنحاء العالم
نجد أنه فى الوقت الذى تدعو فيه شريعة الإسلام السمحة إلى الإحسان لغير المسلمين نجد فى المقابل عمليات الذبح والقتل والتفجير التى يقوم بها تنظيم «داعش» ضاربا عرض الحائط بدعوة الإسلام للرفق بغير المسلمين وحمايتهم فى البلاد الإسلامية وقول الرسول، صلى الله عليه وسلم، (من آذى ذميا فقد آذانى) والذمى هو من غير المسلمين الذى يعيش فى البلاد الإسلامية.
كما نجد ملمحا آخر لوحدة الأنبياء وأن رسالتهم فى نشر السلام والأمن فى مختلف ربوع الأرض من خلال توافق المولد النبوى الشريف الذى يوافق اليوم الأربعاء، وميلاد السيد المسيح الذى تحتفل به الطائفة الكاثوليكية مساء غد الخميس.
ونجد الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التى تؤكد وحدة الأنبياء والرسل وأنهم يكملون بعضهم بعضا، فعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبىّ، صلى الله عليه وسلم قال: (الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد، وأنا أَوْلى الناس بعيسى بن مريم ؛ لأنه لم يكن بينى وبينه نبىّ)، وقول الرسول، صلى الله عليه وسلم، (إن مثلى ومثل الأنبياء قبلى، كمثل رجل بنى بنيانًا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون لـه، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين) رواه البخارى ومسلم.
كما جمع أمير الشعراء أحمد شوقى، فى الإخوة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين السيد المسيح، عليه السلام فأنشد قائلا:
البدرُ دونك فى حسنٍ وفى شرفٍ *** والبحرُ دونك فى جودٍ وفى كرمِ
أخوكَ عيسى دعا ميتًا فقام له *** وأنت أحييتَ أجيالًا من العــدمِ
المصدر: وكالات