قالت ميشيل باكمان، عضو مجلس النواب الأمريكى عن الحزب الجمهورى، إنه “إذا قررت الحكومة المؤقتة فى مصر اعتبار تنظيم الإخوان المسلمين منظمة “إرهابية”، فسيتعين على الولايات المتحدة أن تحذو حذوها”.
وأضافت باكمان، فى مقال لها بعنوان “الإخوان المسلمون: تاريخ من الإرهاب”، نشرته صحيفة ديلى نيوز المصرية اليوم على موقعها الإلكترونى، “دأبت جماعة الإخوان المسلمين على جعل الإرهاب أحد مكونات جعبتها، والتمسك بشعارها “الجهاد طريقنا”، منذ زمن حسن البنا و”الجهاز السرى”، من خلال شن هجمات إرهابية فى جميع أنحاء مصر، واغتيال رئيس الوزراء محمود النقراشى باشا والقاضى أحمد الخازندار عام 1948، إلى أن وصلت إلى شن الهجمات المستمرة على الأقباط المسيحيين والكنائس والحملة الإرهابية التى تستهدف الجيش فى سيناء وأماكن أخرى.
وتابعت النائبة الأمريكية، “لقد شهدنا انخراط جماعة الإخوان المسلمين فى سياسة ذات وجهين، يتمثل أحدهما فى إدانة الإرهاب علنا لوسائل الإعلام فى الغرب، والأخرى فى دعم الإرهاب، عندما تعتقد الجماعة أن أحدا لا يراها، وعندما ينكشف أمرها وتجد نفسها فى حالة تلبس بالجرم تدعى كما هو معهود بأنه كان هناك تحريف فى كلامها أو إخراج له عن سياقه، وهذا هو السبب فى قول “آلان شويه”، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الأمنية الفرنسية، إن “جماعة الإخوان المسلمين، مثل كل الحركات الفاشية التى تسير على درب الوصول إلى السلطة، قد برعت فى طلاقة الحديث المزدوج المعنى”. “وبعد ثورة 25 يناير، وقعت إدارة أوباما والإعلام الأمريكى فى فخ هذا الحديث المزدوج المعنى، وأيدت ما يسمى بـ”جماعة الإخوان المسلمين المعتدلة”.
وأضافت، “ولكن ثبت، كما اكتشف الشعب المصرى سريعا، أن هذه الجماعة لا تمت إلى الاعتدال فى شىء، لا من قريب أو من بعيد، وحصل برنامج الإخوان المسلمين للتطرف على الضوء الأخضر فى عهد الرئيس السابق مرسى الذى امتد لفترة وجيزة، فبعد انتخابه مباشرة، كان أحد الأولويات على أجندة مرسى الأولى المطالبة بإطلاق سراح القيادى الإرهابى المدان الشيخ عمر عبد الرحمن من السجون الأمريكية، كما أطلق مرسى سراح عشرات الإرهابيين المدانين من السجون المصرية”.
ومضت باكمان قائلة، “وفى ظل نظام مرسى، زاد بشكل رهيب التعدى والهجوم على المرأة والأقليات الدينية، بما فى ذلك المسيحيون الأقباط والشيعة، فى ظل غض الحكومة طرفها عن ذلك دون رد منها. وفى شهر إبريل، عندما هاجم الغوغاء والشرطة جنازة فى كاتدرائية سانت مارك، مما أسفر عن مقتل أحد المشاركين فى الجنازة على الأقل، سارع أحد كبار مساعدى مرسى إلى الدخول على “الفيس بوك” ملقيا اللوم فى الهجمات على المسيحيين الأقباط. وواصل حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، التحريض على العنف ضد الأقباط منذ الإطاحة مرسى”.
وقالت النائبة الأمريكية الجمهورية، “لم تصدر إدارة أوباما أى إدانة عندما أصدر مرسى إعلانه الدستورى فى 22 نوفمبر 2012، الذى أكد فيه أن سلطته لا تخضع للمراجعة أمام المحاكم، وأن قراراته لا يمكن الطعن عليها، منصبا نفسه ديكتاتورا مطلقا، وعندما كان المتظاهرون يتعرضون للتعذيب على يد كوادر الإخوان المسلمين أمام القصر الرئاسى، كانت الولايات المتحدة تواصل خططها لإرسال الطائرات والدبابات والقنابل المسيلة للدموع والمساعدات المالية لنظام مرسى، رغم الاحتجاجات من جانبى شخصيا ومن جانب العديد من زملائى فى مجلسى الكونجرس الأمريكى”.
وحسبما جاء فى مقال باكمان، فإنه بينما كان المصريون يتعرضون للسجن والمحاكمة بتهمة “التشهير برئيس الجمهورية” و”وإهانة رئيس الجمهورية”، وبعد أن عين مرسى قياديا إرهابيا سابقا فى “الجماعة الإسلامية” محافظا للأقصر، حيث هاجمت مجموعته الإرهابية وقتلت 62 سائحا عام 1997، ألقت السفيرة الأمريكية فى مصر آنذاك “آن باترسون” كلمة فى القاهرة، قبل أيام من احتجاجات تمرد فى 30 يونيو، واصلت فيها دعم مرسى والإخوان المسلمين”.
“وفى أكتوبر 2003، شهد ريتشارد كلارك، قيصر مكافحة الإرهاب السابق لكل من الرئيس بيل كلينتون والرئيس جورج بوش، أمام مجلس الشيوخ الأمريكى بأن كل منظمة إرهابية إسلامية تقريبا فى العالم تستقى قواعد عضويتها ومصدر إلهامها من واقع أيديولوجية جماعة الإخوان المسلمين، ولا يقتصر الأمر على خروج جميع أعضاء تنظيم القاعدة تقريبا من بين صفوف جماعة الإخوان المسلمين، بل إن العديد ممن قاموا بهجمات 11 سبتمبر، بما فى ذلك قائد العملية محمد عطا، كانوا ممن عرف عنهم أنهم قد تتلمذوا على التطرف من خلال جماعة الإخوان”.
وفى فبراير 2011، بعد أيام فقط من إعلان مبارك تنحيه، قال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى “إف بى آى” روبرت مولر، أمام لجنة الاستخبارات فى مجلس النواب الأمريكى، إن “عناصر من جماعة الإخوان المسلمين، سواء هنا أو فى الخارج، يدعمون الإرهاب”.
واختتمت النائبة الأمريكية مقالها بالإشارة إلى أن التوجه نحو إعلان جماعة الإخوان المسلمين فى مصر منظمة إرهابية قد جاء نتيجة لضرورة ملحة وللتاريخ الطويل للجماعة فى مجال الإرهاب، حسب قولها. “وإذا اتخذت الحكومة المصرية هذا القرار فسيكون لزاما على الولايات المتحدة أن تحذو حذوهاـ واعتبرت باكمان أن هناك ما يبرر تسمية جماعة الإخوان المسلمين “منظمة إرهابية”، وهو أمر مستحق منذ أمد بعيد طال انتظاره”، على حد تعبيرها.
المصدر : ( أ ش أ )